Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الثقة .. القوة الخفية

إحدى مقومات النجاح الرئيسية في حياة الأفراد هو الشعور بالثقة فهي وقود خفي للإنسان يجعله لا يشعر بالملل أو التعب فضلاً عن أنه طريق للإبداع ،ولو فتشت وراء كل ناجح لوجدته مغموراً بالثقة بالله أولاً قب

A A

إحدى مقومات النجاح الرئيسية في حياة الأفراد هو الشعور بالثقة فهي وقود خفي للإنسان يجعله لا يشعر بالملل أو التعب فضلاً عن أنه طريق للإبداع ،ولو فتشت وراء كل ناجح لوجدته مغموراً بالثقة بالله أولاً قبل كل شىء ثم ثقته في نفسه وثقة مرؤوسيه فيه . هناك من يعتقد أنه يلزم أن نثق في الأفعال لا في الأقوال وهو أمر صائب وعلينا أن نكون حذرين من الأشخاص الذين يغالون في مدح كل من يقابلونه، أو يغمرونك بحب غزير لحظة تعرفهم عليك دون أي سبب وجيه.
تتدرج الثقة من البيت فهي بداية الانطلاقة لمفهوم الثقة فإذا أصابتها شروخ انعكس سلباً على الحياة الأسرية وكذلك الحال في البيئة التعليمية وبيئة العمل ،وكلها لها انعكاساتها السلبية على الأداء والإنتاجية لأن الثقة كما وصفها الفلاسفة هي الصمغ الذي يربط ويقوي العلاقة بين الرئيس ومرؤوسيه والبعض يؤكد بأن الثقة مثل إناء الفخار يمكنك ترميمه إذا تهشم وانشرخ ولكن لا يعود أبداً إلى ماكان عليه.
في هذا السياق يولي حكيم الصين كونفشيوس أهمية كبرى للثقة في سياسة الدولة إذ يرى أن قوام السياسة أو الدولة ثلاثة أمور : الجيش والأقوات والثقة . وإذا كان لابد من مناص من التضحية بأحد الثلاثة فبالجيش وإذا كان بعد ذلك لا مناص من التضحية بأحد الاثنين فبالأقوات، أما الثقة فلا يُضحَّى بها ، إذ هي أقوى من الجيش والقوت، فبوجودها توجد الدولة وبانعدامها تنعدم الدولة، لذا يجب الحفاظ عليها ورعايتها وعدم التفريط فيها لانها نبع المحبة ونبت حسن الظن، بل هي سر الوجود. بلادنا اليوم تمر بمرحلة تطويرية جديدة ويشهد العالم تحركات وأحداثاً تهدد السلم والأمان وتستوجب مواقف منا ربما لم نعهدها من ذي قبل ولكن حتمتها الظروف الحالية ،وليس أمامنا سوى تعزيز ثقتنا بقيادتنا وتوجهاتها في ضرورة حماية السلام وتحقيق الاستقرار لشعبنا ولمنطقتنا.
إن هذه الثقة هي القوة الخفية التي يلزمنا جميعاً دعمها وتشجيعها والدفاع عنها بالوسائل المشروعة لما في ذلك من تعاون على البر والتقوى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store