الساحر والأحمق

نشرت صحيفة «المدينة» الأسبوع الماضي أن شرطة المدينة المنورة أطاحت بساحر «إفريقي» ينصب ويحتال على المواطنين بما قيمته مليار و700 مليون ريال وتركزت أعماله بين المدينة المنورة وجدة وأملج وينبع مستوليًا على مبالغ وشيكات وسندات وعقود شركات ووساطة وغيرها، ومثل هؤلاء السحرة يجدون لدى البعض البيئة المناسبة لطرح أعمالهم ومنتجاتهم الخبيثة والفاسدة وتطبيق آليات النصب بطرق مختلفة ومتجددة دائمًا، ومن كل حين لآخر نسمع ونقرأ عن عمليات النصب المختلفة المتزينة بكل ألوان السحر والشعوذة والدجل والاحتيال ولم يكن الرجال وحدهم خلفها بل أن بعض النساء وجدن هذا الطريق وتفوّقْن على الرجال لأنهم فريسة سهلة أمام نقطة ضعفهم.
ما يقلق في الموضوع ليس الساحر النصّاب والأدوات التي يستخدمها بل ذلك الأحمق الذي يسعى ليكسب رزقه من خلف هؤلاء أو ليزيد من دخله أو ليضاعف ثروته معتمدًا على الكهنة والدجالين، وهذا الأحمق جعل من نفسه فريسة سهلة بتغييب عقله وضعف إيمانه بالله ظنًا أن المشعوذين والدجالين والسحرة سوف ينفعونه ولو كانوا يستطيعون لنفعوا أنفسهم قبل كل الناس ولكنهم مضلّون يتبعهم الضالون.
كنت أظن أن من يتبع مثل هؤلاء أكثرهم من النساء وذلك لأن العاطفة تسبق العقل لديهن، فتحاول إحداهن أن تحافظ على زوجها أو تمنعه من الزواج أو حتى رغبتها في زيادة المحبة فتلجأ إلى الكهنة والدجالين والمشعوذين لمثل هذه الأمور أو أكبر من ذلك للانتقام أو للحماية من خلال ما يسمى الحجاب وخلافه، ولكن الرجل الآن أصبح ينافس النساء للوصول إليهم بحثًا عن سرعة الكسب أو مضاعفة الأموال أو استخراج الكنز والذهب من باطن الأرض فيضيع ما لديه في البحث عن المجهول ويعطي الفرصة لهؤلاء وغيرهم من الوجود في بلادنا بشكل كبير.
هذه الظاهرة يجب أن نتصدى لها بكل قوة وحزم كمواطنين ومقيمين ولا نترك لأمثال هؤلاء الوصول إلى حياتنا، فلقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرَّافًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد)، والدولة وفقها الله تضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه اتخاذ النصب والدجل والشعوذة والسحر مهنة له، نتمنّى أن لا نكون من الحمقى لأن القانون كما قالوا لا يحميهم، وإذا نقصت العقول أصبح كل شيء معقولا، نسأل الله السلامة.