Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صفعة الكبيرِ

عندما يخطئُ أحدُ أفرادِ العائلةِ، أو يتجاوزُ حدودَهُ فإنَّه يحتاجُ حتمًا إلى تلكَ الصفعةِ من كبيرِ العائلةِ، والذي غالبًا ما يكونُ الأب، أو الأخ الأكبر.

A A

عندما يخطئُ أحدُ أفرادِ العائلةِ، أو يتجاوزُ حدودَهُ فإنَّه يحتاجُ حتمًا إلى تلكَ الصفعةِ من كبيرِ العائلةِ، والذي غالبًا ما يكونُ الأب، أو الأخ الأكبر. وبقدرِ ما تكونُ هذه الصفعة مؤلمةً لكنّها تحملُ في الوقتِ نفسهِ طابعَ اللمسةِ التربويةِ الحانيةِ، التي تعيدُ الأمورَ إلى نصابِهَا.
هذَا ما حدثَ بالضبطِ في الفريقِ الأهلاويِّ الذي أحزنَ جماهيرَه مرَّاتٍ ومرَّاتٍ هذا الموسمِ، وكادَ أن يحوّلَ حلمهم إلى ذلكَ السرابِ الذي يحسبُه الظمآنُ ماءً، والسببُ أنَّ اللاعبينَ افتقدُوا إلى ذلكَ الأخِ الأكبرِ الذي لا يستطيعُ السكوتَ عن الخطأ، ولا يعجبُه الحالُ المائلُ.
عودةُ الكبيرِ الخبيرِ طارق كيال جاءتْ في الوقتِ المناسبِ لتبرهنَ للجميعِ أنَّ الكيانَ ومصلحتَه فوقَ كلِّ خلافاتٍ شخصيةٍ، أو حساباتٍ جانبيةٍ يتمُّ تصفيتُهَا من هذَا، أو ذاكَ. فأبناءُ الأهلي ورجالُه لا يتردَّدُونَ أبدًا في تلبيةِ نداءِ ناديهم متى ما احتاجَ إليهم؛ لأنَّ الكيانَ يبقَى وما سواه راحلٌ طالَ الزمنُ أو قصرَ.
مع عودةِ طارق كيال كمشرفٍ على الفريقِ عادت روحُ اللاعبينَ، وعادت القتاليةُ العاليةُ للتمسكِ بحلمٍ طالَ انتظارُه من قِبل جماهيرَ عاشقةٍ ملَّت عبارة «زيد الصبر عندك»؛ لأنَّهَا -باختصارٍ- لمْ تعدْ تملك من هذَا الصبرِ ما يكفِي للانتظارِ موسمًا آخرَ.
أخيرًا وافقَ السويسريُّ جروس مشكورًا على التخلِّي عن بعضِ قناعاتِهِ الخاطئةِ، ولعلّ أبرزَهَا وضع الموسيقار حسين المقهوي على مقاعدِ البدلاءِ، والمتابعُ للقاءِ الشبابِ يدركُ أنَّ المقهوي كانَ نجمَ المباراةِ بلا منازعٍ، إضافةً إلى العائدِ مصطفى بصاص لكنَّني أتمنَّى أنْ يصحِّحَ جروس آخرَ قناعاتِهِ الخاطئةِ بإعادةِ الحارسِ ياسر المسيليم لحمايةِ العرينِ الأهلاويّ، فقدْ كانَ -ولا يزالُ- الأجدرَ بهذِهِ المهمَّةِ.
صدارةُ الأهلي، وإنْ جاءَتْ بهدَايا رومانيّة يونانيّة، إلاَّ أنَّها مستحقةٌ عطفًا على عودةِ الرّوحِ والمستوَى لمعظمِ لاعبي الفريقِ الذين كانُوا في أمسِّ الحاجةِ إلى صفعةِ الكبيرِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store