Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نواب لبنان في فخ الديار

الوقوف السلبي من قِبَل الحكومة اللبنانية ضد أي قرار يصدر ضد إيران، أو حتى حزب الله، يُؤكِّد لنا إلى أي مدى بلغت فيه سيطرة «حسن نصرالله» على اتخاذ القرار في لبنان، وامتلاكه زمام الأمور في هذه الدولة ال

A A
الوقوف السلبي من قِبَل الحكومة اللبنانية ضد أي قرار يصدر ضد إيران، أو حتى حزب الله، يُؤكِّد لنا إلى أي مدى بلغت فيه سيطرة «حسن نصرالله» على اتخاذ القرار في لبنان، وامتلاكه زمام الأمور في هذه الدولة التي أرغمها على أن تظل بدون رئيس جمهورية، وكذلك سطوته، وإذعان معظم التيارات اللبنانية لتوجيهاته، وتحقيق كل ما يصبو إليه، وانطلاقًا من المثل القائل: «مجبر أخاك لا بطل»، نتفهم مواقف البعض، إدراكًا منّا بأن السجين لا يمكن له أن يتحدَّث أو يتصرَّف بما يُغضب سجّانه، فدائمًا ما يسود مَن يتحدَّث بلغة السلاح، حتى وإن ظهر شجاعًا كالنائب «سمير جعجع»، وأبدى ملاحظات هامشية تتعلق بإيران ودورها في تعطيل الانتخابات الرئاسية، ووصف طاولة الحوار اللبنانية «بأنها أصبحت مثل هيئة تشخيص مصلحة النظام في إيران وتبقى كلمة السر الديمقراطية طبقًا من المرشد لعيونك».. وجعجع لا يتحدث من فراغ، بصفته نائبًا فاعلًا وصاحب قرار في المجلس النيابي، وملمًا بكل ما يدور فيه.
اللبنانيون لم يستطيعوا أن يجدوا حلًا للنفايات، فضلًا عن أن يجدوا حلًا لتعيين رئيس للجمهورية، يُعطِّل كل ذلك (حزب الله)، ودليلنا هو أن كلا من المرشحين (عون وفرنجية) يتبعان لتياره «قوى 8 آذار»، ومع ذلك يمارس التعطيل، ويجبرهما على عدم الحضور لكي لا يكتمل نصاب المجلس النيابي، وهم -للأسف- تعوّدوا منذ أن كانوا تحت الوصاية السورية على تلقي التعيينات الرئاسية والنيابية من «سوريا الأسد»، وتأكَّد لي ذلك بعد أن قرأت رسالة الاستجداء التي وجّهها (شارل أيوب) رئيس تحرير صحيفة الديار اللبنانية 2012 لرئيس النظام السوري ونشرها في صحيفته المتضمنة طلبه معونة مالية قدرها 700 ألف دولار، يقول في رسالته لبشار الأسد: «أنا أعطيت سوريا عشرين مرة أكثر مما أعطتني، ومع ذلك الذين سرقوا في لبنان كافأتهم وجعلتهم وزراء ونوابًا وشركاء لمسؤولين عندك والناس كلها تعرفهم، ويحظون بتكريم، أما الذي لا يسرق ولا ينهب مثلي فهو في موضع اضطهاد، لقد أسقطتني أجهزة المخابرات ثلاث مرات في الانتخابات»!.. وهذا يقودنا للسؤال عن مَن هم الوزراء والنواب الذين يعنيهم رئيس تحرير (الديار) وخلع عليهم الأسد مناصبهم؟! وبالعودة إلى ما قبل الانسحاب السوري من لبنان، فإن الأسماء لازالت كما هي، ولم يطرأ عليها أي جديد، وذلك يعني أن النواب والوزراء لازالوا في الخدمة، وعليه نتفهَّم لماذا يغض بعض الوزراء والنواب النظرعن تصرفات حزب الله في سوريا؟!
بعض النواب هلَّل، كما هلَّلت أبواق حزب الله لعدم تصويت كل من (الجزائر وتونس) تجاه اعتبار «حزب الله» مليشيا إرهابية، وتناسوا الإجماع العربي كله واتفاقه على ذلك، بالإضافة إلى أنه مُدرج من قِبَل الاتحاد الأوروبي على قائمة المنظمات الإرهابية، علاوة على ذلك فإن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقَّع على نص تشريعي يهدف إلى إعاقة شبكة الحزب عند كل منعطف من خلال فرض عقوبات على المؤسسات المالية التي تتعامل مع حزب الله أو محطته التلفزيونية، أما آخر فأس وقع على رأس (حسن نصرالله) جاء بعد أن تمّت محاصرته عن الاتجار بالمخدرات وتجفيف آخر موارده وأهمها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store