Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رعد الشمال: وتعاونوا على البر

رعد الشمال مناورات عسكرية شاملة ترعاها بلادي رعاها الله، وتشارك فيها 20 دولة (منها 14 دولة عربية) في تلاحم لم يشهد التاريخ له سابقة.

A A

رعد الشمال مناورات عسكرية شاملة ترعاها بلادي رعاها الله، وتشارك فيها 20 دولة (منها 14 دولة عربية) في تلاحم لم يشهد التاريخ له سابقة. رعد الشمال سجلت أرقامًا قياسية غير مسبوقة، وربما غير ملحوقة لأمد طويل إلاّ إذا شاءت المملكة تكرارها عما قريب، أي خلال سنوات معدودة، وربما حتى العام المقبل.
وأمس الأول اختتمت هذه المناورات التي استمرت حوالى ثلاثة أسابيع في منطقة حفر الباطن برعاية الملك سلمان حفظه الله. وشمل العرض العسكري الختامي جميع الوحدات القتالية للقوات المشاركة، وطائرات الأباتشي، وغيرها من الطائرات الحربية، إضافة إلى آليات عسكرية أخرى مثل الدبابات والمدرعات وأحدث الأسلحة على مستوى العالم. وقد شارك في هذه المناورات قرابة 300 ألف عسكري من القطاعات العسكرية المختلفة (الجوية والبرية والبحرية).
وحتمًا سينظر العالم من حولنا إلى هذه المناورات من زوايا مختلفة، وسيفسر تحققها على أرض الواقع تفسيرات مختلفة، كما سيُسْقِط السياسيون والعسكريون والإستراتيجيون الرسائل المنبعثة منها على أرضية الواقع ليعلم مساحات التقاطع ونقاط التضارب.
بيد أن هذه المناورات في جوهرها ترسم لوحة أصيلة لمشهد من مشاهد التعاون على البر، وتبرز قيمة راقية من قِيَم التكاتف في سبيل الخير، وتُصوِّر نموذجًا من نماذج إظهار القوة المسالمة التي تنافح عن الحق وتواجه الباطل حين يتطلب الوضع المواجهة، خاصة ضد الإرهاب المفزع أو الاعتداء السافر بغير وجه حق على الأبرياء شعوبًا ودولًا.
ولكم تمنيت العودة إلى الوراء عقدين من الزمان أو أكثر، ولكم تمنيت أن حضرت هذه الروح بيننا، وهذه القيادة تجمعنا، وهذا التعاون على البر يلمُّ شملنا. لقد مضى علينا دهر طويل عشنا فيه الفرقة أشكالًا وألوانًا، والضعف أشكالًا وألوانًا. تفرقت بنا السبل وأصابنا الوهن، وظننا ألا نجاة لأي منّا إلاّ عبر فرقة تشتت، وتغافل يضعف، وربما عداء يوهن.
وأما أمنية اليوم، فأن تُستثمر هذه التظاهرة العظيمة لخير الدول المشاركة فيها، بل لخير البشرية جمعاء، فهي حشد قام على البر والخير، ولحماية البر والخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store