«المركاز»

* «الأفعال أبلغ من الأقوال».
تمثل منصات التواصل الاجتماعي (Social Media Platforms) نقلة غير مسبوقة في سياق الفضاء الافتراضي، إذ تقوم هذه المنصات متى ما استثمرت على نحو إيجابي بوظائف متعددة وأدوار مختلفة في نقل وتبادل المعلومات والأخبار وأهمّ من ذلك كله تبادل الآراء وتلاقح الأفكار، فعلى سبيل المثال لا الحصر تصدّى أحد أبناء «حارة أسفل» البررة في مدينة الطائف وهو رائد، والرّائد لا يكذب أهله الى تأسيس مجموعة (Group) على منصة (WhatsApp) وخلع عليها اسم «المركاز» مركاز حارة أسفل، وهي الحارة الأبرز من حارات الطائف المأنوس طائف داخل السور، ووضع للمجموعة رسالة وغايات يسعى أعضاء المجموعة إلى تحقيقها وتجسيدها على أرض الواقع بمعنى بناء «حارة أسفل» افتراضيًا، وَمِمَّا تجدر الإشارة إليه أن نواة المجموعة تم تأسيسها في سنة (١٤٣٤ هجري) بعدد لا يتجاوز الـ(٢٥) فردًا واليوم بعد مضي ثلاث سنوات تقريبًا يناهز عدد الناشطين في هذه المجموعة المباركة قرابة الـ(٢٠٠)، يمثلون طيفًا اجتماعيًا واسعًا في التخصصات والمهن والاهتمامات إلا أن القاسم المشترك بينهم أنهم يشتركون وجدانيًا في حب الطائف طائف الزمن الجميل ويذوبون ولهًا وعشقًا في حب «حارة أسفل» التي ينتمون لها، هذه الحارة التي للأسف الشديد اندثر بعض من مكوناتها المادية من مباني فاخرة وأزقة دافئة وطرقات تتضوع برائحة الورد الطائفي وبرحات كانت مساحاتها حضنًا لمحافل الأنس وتردد جنباتها أصداء «الرق والمصقع» في لعبة المجرور.. او «النقرزان» في لعبة المزمار ناهيك بالحدري الذي يشنف الآذان.
مركاز حارة أسفل تمكن في فترة وجيزة من بعد تأسيسه من تجسيد لقاءين سنويين أحدهما لقاء شتوي ينعقد في جدة -كان آخر لقاء جمعه الجمعة ١٤٣٧/٥/١٠ - ولقاء صيفي في الطائف ضرب موعده الجمعة ١٤٣٧/٨/٢٠. ان استثمار وسائل التواصل الاجتماعي على نحو بنّاء يفضي ويثمر في تحقيق ما يعود بالنفع على مكونات المجتمع وتجربة «المركاز» جديرة بالتأمل.
*ضوء: (التفكير في الخير يدعو إلى العمل به).