Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بشائر النصر لاحت يا دمشق

أسئلة محيرة تكتنف المشهد السوري مع تتابع مناظر انسحاب الوحدات القتالية الروسية من سوريا في ظرف أيام معدودة من إعلان الرئيس الروسي فلاديمر بوتن عن الانسحاب وسط تباين كبير في وجهات النظرعن الأسباب الحقي

A A
أسئلة محيرة تكتنف المشهد السوري مع تتابع مناظر انسحاب الوحدات القتالية الروسية من سوريا في ظرف أيام معدودة من إعلان الرئيس الروسي فلاديمر بوتن عن الانسحاب وسط تباين كبير في وجهات النظرعن الأسباب الحقيقية للانسحاب المفاجئ الذي جاء ضمن إطار زمني قصير جداً من بداية الغزو الروسي بالقوات الأرضية لسوريا في نهاية شهر سبتمبر 2015 م.
ففي الحين الذي تؤكد فيه موسكو أن الغالبية العظمى من القوات البرية الروسية الموجودة في سوريا بما فيها وحدات النخبة وغالبية قطع المدفعية والدبابات سيتم إعادتها إلى موسكو على مكث ، لكي لا يبدو المشهد و كأنه الفرار ، تشكك كل من لندن على لسان وزير خارجيتها فيليب هامنود في جدية الانسحاب الروسي من سوريا وكذلك فعلت واشنطن في التشكيك بمصداقية الانسحاب العسكري الروسي من سوريا ووصفه البنتاغون الأمريكي بأنه انسحاب محدود للغاية. في تقديري أن بوتين في قراره هذا كان تلميذاً نجيباً للتاريخ إذ يبدو أن المعارك بين المقاومة السورية التي جرت قد تمكنت من قتل العديد من القوات الروسية بسوريا وأن قوات موسكو قد أصبحت في طريقها للصدام المباشر مع فصائل المقاتلين السوريين وجهاً لوجه مما يثير في أذهان القادة الروس مخاوف تكرار التجربة الأفغانية الأليمة و التي بدأت بإرسال لواء من وحدات المظلات إلى أفغانستان وما لبثت أن تورطت في حربٍ سوفيتية إسلامية استمرت 10 سنوات تسببت في مقتل عشرات الآلاف من الجيش الروسي ( السوفيتي ) ، وخَلقٍ كثيرٍ من المدنيين والمجاهدين الأفغان ، وأصبحت حرباً عقائدية استقطبت المجاهدين من جميع أرجاء العالم الإسلامي للقتال ضد الروس ، وإن بقاء القوات الروسية في سوريا سيؤدي مع الوقت إلى حرب إسلامية روسية شاملة لاسيما وأن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية باركتها وأطلقت عليها نعت الحرب الصليبية.
ومن المستجدات بالمنطقة تشكُّل قناعات جديدة في عقول ونفوس أهل المنطقة العربية الإسلامية حكومات وشعوباً تخلع حالة الخوف الشديد من الدول الكبرى و بطشها وتدميرها للجيوش العربية والإسلامية في ظرف سويعات في ما يشبه مسرحيات حربية تحمل الهزيمة النفسية لعقود وتسيطر على عقول وهمم الرجال لكن ذلك أصبح من الماضي ، وبقيت لدى الدول الكبرى الفجوة التقنية بينها وبين شعوب المنطقة إذ بقي لها اليد الطولى من خلال منع الذخائر وقطع غيار الأسلحة المشتراة أصلاً من العالم الغربي ، أو تزويد الجيوش العربية بأسلحة دونية الجودة لنفس السلاح ظاهرياً. لقد انتقلت شعوب المنطقة إلى ثقافة ما أصبح يعرف بحروب الجيل الرابع أو الحرب غير التقليدية التي تلعب فيها الشعوب أدواراً غير تقليدية ضد أشد أنواع الأسلحة فتكاً .
ومن بين أهم مستجدات المنطقة سواء بالنسبة لروسيا أو سواها نشوء الأحلاف الإسلامية في المنطقة كمثل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ، وكمثل الجدية ممثلة بالقيام بالمناورات العسكرية منها رعد الشمال الذي أظهر بعض إمكانيات المنطقة العسكرية وكان غصة في حلوق المعتدين. ونشوء المحور الإسلامي السني بالتعاون بين المملكة العربية السعودية وتركيا وغيرها من الدول الإسلامية. إن مآل الحرب في الشام مربوط بحول الله بمآلها في اليمن ، وعاصفة الحزم باليمن على وشك الخروج منتصرة بحول الله وقوته. لقد لعب الثقل الإسلامي للمملكة دوراً ريادياً في تشكيل هذا الواقع الجديد ، ولعل ما تخبئه الأقدار للمنطقة هو المزيد من السداد والتوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store