«بيع سيارتك ودقها كعابي!!»

أكثر الناس فرحا بانتهاء الإجازة، هم سكان جدة بسبب معاناتهم من الزحام التي تزيد خلال الإجازات، فهم طوال العام يعانون من الزحام وتأتي الإجازات لتفاقم هذه المشكلة، فتجد أغلبهم لا يغادر منزله حتى نهاية الإجازة، فالزحمة ترهقهم ويتمنون الخلاص منها في أقرب وقت، فلها تداعيات سلبية على نوعية الحياة، بالإضافة إلى الوقت الذي يضيعه الشخص عالقًا في زحمة السير والتي تؤدي إلى ضياع يومه كاملا من أجل مشوار واحد، إضافة إلى استهلاك الوقود، وزيادة الانبعاثات الضارة من السيارات التي تؤدي إلى تلوث الهواء.
وقد كتبت عن زحمة السير في أكثر من مقال، وربطناها بكثرة السيارات وعدم قدرة الشوارع على استيعابها، وهذه فعلا أحد الأسباب، كما أرجعناها إلى المشروعات المقامة وقفل الشوارع ولكن المشروعات انتهت والزحمة لم تنته، ونسينا في زحمة السير أهم العوامل التي تسبب هذه الزحمة وهو سلوك سائقي السيارات وما يمارسونه من مخالفات وتجاوزات، فالسلوكيات السيئة التي أصبحت تسيطر على البعض فيلجئون إلى الصعود بالسيارة على رصيف المشاة، والسير في الاتجاه المعاكس، والتخطي من اليمين إلى اليسار، والوقوف على الطريق، وقطع الإشارات وخاصة التي لا يوجد فيها كاميرات ساهر، والوقوف عند كل حادث حتى لو كان احتكاكا، كما أن عدم وصول المرور في الوقت المناسب عند وقوع الحوادث ساهم في ذلك.
فقد كشف بيان إحصائي لمرور جدة لعام 1436هـ أن مخالفة الوقوف غير النظامي بلغت قرابة مليون ومائة وثمانية عشر ألف مخالفة، ومخالفة عدم ربط الحزام بأكثر من ثلاثمائة وستين ألف مخالفة، ومخالفات التجاوز بلغت قرابة مائة وثمانين ألف مخالفة، ومخالفات استخدام الجوال أثناء القيادة بقرابة مائة وسبعة وأربعين ألف مخالفة، وبلغ عدد المخالفات التي ارتكبها السعوديون أكثر من مليون وسبعمائة ألف مخالفة، وارتكب المقيمون ما يقارب مليون ومائتي ألف مخالفة كما بلغ عدد الحوادث المرورية (64961) حادثًا بمعدل (178) حادثًا يوميًا وبلغ التلفيات منها (62069) والإصابة (2437) والوفاة (455). نحن نحتاج إلى توعية مرورية وإعلامية طوال العام وليس فقط في أسبوع المرور، وحزم في ضبط المخالفات المرورية وتطبيق النظام بكل قوة، وإلا سيبقى الحال على ماهو عليه، وعلى المتضرر بيع سيارته ودق مشاويره كعابي.