Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حديث الأربعاء

البطالة في مجتمعنا أكبر حجمًا من الأرقام المعلنة.

A A
البطالة في مجتمعنا أكبر حجمًا من الأرقام المعلنة. ومع ذلك لا نزال نسمع من ينفي وجود بطالة حقيقية أو بالشكل المخيف، ويرددون في إصرار بأن البطالة المقول بها هي من صنع أيدينا أو أن بالإمكان التخفيف منها على الأقل. فهناك مجالات واسعة لمن يريد أن يعمل. ولكننا تعالينا عليها ففتحنا بابًا واسعًا للبطالة. ففي الدول المتقدمة، إذا لم يجد حامل الشهادة الجامعية فرصًا للعمل في مجاله، اتجه إلى أي عمل يوفر له الرزق. وكثيرًا ما نشاهد في أسفارنا، حامل الشهادة الذي يقود التاكسي أو ذلك الذي يعمل جرسونًا في مقهى. بل إن من طلبتنا في الخارج، من يعمل مرمطونًا يغسل الصحون في مطعم أو عاملا في محطة بنزين، وعندما يعود إلى وطنه يتحدث عن ذلك ولا يبالي، كأجمل ما يحمله من ذكريات. وذات يوم أخذني أحد رجال الأعمال.. من أولئك الذين حفروا الصخر في بداياتهم.. ووسط حلقة الخضار. أشار بيده إلى جموع البائعين، وهو يقول هؤلاء كلهم من الوافدين، يحقق الواحد منهم دخلًا في الشهر لا يحلم بنصفه موظف في مرتبة كبيرة. ويتساءل أين أولادنا، أين عاطلونا، ولماذا لا نرى لهم وجودًا في هذا المكان وفي مثله؟.
• وقبل سنوات أراد ابن أحد كبار رجال الأعمال في مكة المكرمة أن يجري تجربة عملية يؤكد من خلالها، لبني وطنه وللعاطلين منهم خاصة.. أن هناك فرصًا كثيرة لمن يريد أن يعمل، فذهب إلى حلقة الخضار واشترى بمبلغ لم يزد عن الخمسمائة ريال أنواعًا من الخضار وانتحى جانبًا من الأرض، يعرضها للبيع، وما هي إلا ساعات قليلة ليجد أنه حصل على ربح يفوق قيمة البضاعة التي عرضها.. وعاد ينقل البشرى إلى أصدقائه.. رافعًا شعار من الفرشة، إلى الدكان، إلى المؤسسة الكبيرة.. وهو يُردِّد.. الذين يملكون الأموال اليوم بدأوا من الصفر.. من الفرشة، وفي حياتنا نماذج لا حصر لها.. وهناك مجالات أعمال صغيرة نحتاج من يزيل عنها التراب لتتحوّل إلى كبيرة!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store