Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أوباما:لا ثابت في السياسة!

هل تعبر سياسة أوباما الأخيرة عن توجهه الشخصي؟ أم هي رؤية الإدارة الأمريكية منذ اليوم فصاعدًا؟

A A
هل تعبر سياسة أوباما الأخيرة عن توجهه الشخصي؟ أم هي رؤية الإدارة الأمريكية منذ اليوم فصاعدًا؟ لا بد من الإقرار بأن السياسات الكبرى في الدول العظمى لا تخضع لأهواء الرئيس ولا لفريقه المحيط به، وإنما هو توجه عام تتخذه الإدارة، ومن المتوقع ألا يتغير كثيرًا في عهد خلفه سواء كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا.
ومن الحكمة اعتبار مواقف أوباما الأخيرة وتصريحاته مثل الكوب المكسور لا سبيل إلى إعادته كما كان. وقد يلوم البعض أوباما شخصيًا مع تردده وضعفه تجاه الأحداث في سوريا؟ وأحسب أنه ليس كذلك؛ لأن الذي يجري وجرى في سوريا يدخل في باب (لم آمر به ولم يسوءني)! وصدقوني لو كان الأمر مرتبطًا بأمن إسرائيل وهزيمتها عسكريًا أو تعرضها لخطر ماحق مثل ما تعرض له السوريون الأبرياء من أسلحة كيماوية فتاكة، لما تردد ولا تأخر لحظة. هناك الممكن، وأيضًا غير الممكن!!
الجميل في الأمر أن بعض دول المنطقة وعلى رأسها بلادنا الغالية قد وعت الدرس تمامًا، وهي اليوم تتصرف في ضوء مصالحها وواقعها ومستقبلها مع بقاء شعرة معاوية، فلا أحد يريد قطيعة مع الدولة الأقوى على هذا الكوكب.
لا جديد إن قال قائل: هي المصالح لا غير! وقد يحاول آخر فيقول: (لكن مصلحة الغرب مرهونة بمصلحة دول المنطقة!). وهو قول مشوب بعاطفة وحماس، إذ الغرب أدرى بمصالحه منا، ولا بد أن نتنبّه لهذه (الأماني) التي نحاول ترويجها أو الركون إليها، فالمصالح -مهما بلغت- مؤقتة، والخطط متغيرة، واللاعبون كثر!
علينا منذ اليوم الالتفاف نحو قيادتنا، وهي تحاول الاعتماد على الله أولًا ثم على قدرات بلادنا ومكانتها، وهي عوامل يمكننا نحن بأنفسنا تنميتها باستمرار دون انتظار دولة نعدها أو كُنّا نعدها صديقة. الحياة مليئة بالدروس والعبر، ليس على مستوى الأفراد فحسب، وإنما على مستوى الدول والأمم. ليس في هذا جديد، ولكن كثيرًا ما يرهن الفرد نفسه إلى السائد فيعده ثابتًا غير متغير كأنما هي الشمس تشرق دائمًا من المشرق.
شمس المصالح تشرق من اتجاهات مختلفة وتغرب كذلك من محطات مختلفة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store