Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أوباما ينشط في الوقت الضائع !

تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر عزم الرئيس الأمريكي «أوباما» على زيارة المملكة في شهر أبريل المقبل، مستغلا مناسبة وجود قادة دول الخليج في الرياض، حاملا رسالة طمأنة للقادة الخليجيين، وتعهُّدا من بلا

A A
تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر عزم الرئيس الأمريكي «أوباما» على زيارة المملكة في شهر أبريل المقبل، مستغلا مناسبة وجود قادة دول الخليج في الرياض، حاملا رسالة طمأنة للقادة الخليجيين، وتعهُّدا من بلاده بمواصلة الدفاع عن بلادهم، إضافة إلى بحث التعاون الأمني بين بلاده وبين دول الخليج، وفي نظري فإن هذه الزيارة المرتقبة لا تحمل أي جديد نتفاءل به أو حتى نتحمَّس له، إضافة إلى أنها تأتي في الوقت الضائع، إن صح التعبير، بالنظر لاقتراب موعد نهاية فترة رئاسته، فقط نقبلها على أنها زيارة وداع لا أكثر، نستقبله كضيف، نستمع إليه، لكننا لا نثق في وعوده ولا إلى تعهداته، وفي تصوّري فإن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، بما عُرف عنه من حنكة سياسية وسداد رأي مقرون بالشجاعة، سيبتعد عن البروتوكولات والمجاملات عندما يلتقي بالرئيس أوباما، صوب لقاء المكاشفة والمصارحة، حيث تبيَّن أن هناك اختلافات في الرؤى بين الطرفين حول التعامل الجاد حيال بعض القضايا التي تهم دول المنطقة، وتُشكِّل تهديدًا مباشرًا لدول الخليج على وجه الخصوص، إذ لازالت الشكوك حول السياسة الأمريكية تجاه سوريا وإيران تطرح نفسها، خصوصًا بعد استماتة الرئيس الأمريكي نحو تمرير قرار رفع الحظر عن إيران رغم معارضة الكونجرس.
يقول الكاتب الشهير «غولد بيرج» في مقاله لـ(ذي اتلانتيك): «مع اقتراب ميعاد نزوله عن منصبه الرسمي يعتقد أوباما أنه قدم إلى بلاده خدمة جليلة بالابتعاد تماما عن المستنقع السوري، كما أنه يعتقد، كما أظن، أن يحكم عليه المؤرخون ذات يوم بالحكمة والحصافة لقراره ذلك، ولكنه ليس كذلك».. وتلك شهادة.
الولايات المتحدة، حقيقةً، لم تعد القوة التي يُعتمد عليها، خاصة في ظل رئيس مُتردِّد في قراراته، وشاهدي في ذلك، إفادة الجنرال (مارك ميلي) رئيس أركان الجيش الأمريكي أمام الكونجرس التي أدلى بها الأربعاء الماضي وقال بالنص: «إن الولايات المتحدة غير جاهزة لحرب محتملة مع روسيا أو الصين أو إيران أو كوريا، وستتلقَّى الهزيمة إن فعلت، بسبب أنها لا يمكنها الرد في الوقت المناسب على إجراءات العدو وتحقيق أهدافها العسكرية»، هذا بالاضافة إلى شهادة قائد القوات الجوية التي قال فيها: «بأن الحرب على داعش استهلكت الكثير من السلاح الذي لا يتم تعويضه إلا بعد أربع سنوات»:، كل ذلك يقودنا إلى استنتاج نستدل معه للوقوف على الأسباب الحقيقية خلف المواقف السلبية التي تقفها الولايات المتحدة حيال الصراع في سوريا، وغضّها الطرف عن الهيمنة الروسية والضربات التي يشنّها الطيران الروسي على الشعب السوري، وسر التنازلات التي تُقدِّمها الولايات المتحدة في السر في الشأن السوري.
هذا الضعف، وهذا التراخي، وذاك التحوُّل، لم يكن خافيًا على قيادتنا الرشيدة التي أدركته منذ وقت مبكر، ودعاها إلى أن تعتمد على نفسها للتصدي لكافة المخاطر دون الاعتماد على الآخرين، بل وأوحت إلى أشقائها من قادة الدول العربية والإسلامية بضرورة تشكيل قوة عسكرية إسلامية تهدف إلى الحفاظ على أمن وسلم المنطقة والعالم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store