جدة.. والاختناقات المرورية

كثرت الاختناقات المرورية في مدينة جدة، وأصبح التنقل بين جنباتها شيئًا لا يُطاق من شدة زحمة السيارات وتكدُّسها في معظم شوارعها وطرقاتها، كُنَّا قديمًا نتلافى أوقات الذروة، وهي أوقات ذهاب الموظفين وطلاب المدارس لممارسة أعمالهم اليومية، وعند خروجهم وقت الظهيرة للعودة إلى منازلهم، أما اليوم فمعظم ساعات النهار والليل ذروة، حيث ازدحام الشوارع والطرقات (المحررة من الإشارات المرورية)، شيء لا يُطاق وعرقلة السير لأتفه الأسباب، والأمثلة كثيرة مثل: طريق المدينة الطالع والنازل، شارع حائل، طريق الملك، طريق الملك فهد، والأمير ماجد، وطريق الحرمين، وغيرها كثير، وكذلك الشوارع التي تعاني من شدة الزحام ووقوف السيارات لساعات من الزمن.
ملّ الناس وضجّوا من زحمة شوارعنا وتلبُّك الحركة المرورية على طول مساراتها، وأصبح السالك للطريق يحمل همًّا كبيرًا في تنقلاته بين أجزاء المدينة المختلفة، وأصبح ضياع الوقت كبيرًا، حيث إن المشوار الواحد قد يستغرق ساعتين بدلًا من ربع ساعة، المُقدَّرة للمشوار فعليا.
بذلت الجهات المختصة ولا زالت تبذل جهودًا مشكورة في فك الاختناقات عن طريق عمل الكباري والأنفاق وتحرير الكثير من الطرقات لفك الاختناقات، ولكن ما زال تعثُّر السير قائمًا، بل أصبح أشد وطأة لأن مخارج ومداخل هذه المسارات لم تُدرس بعناية، أو أن هناك مشكلة في إدارات السير نفسها، حيث لم تُنظَّم الحركة، أو تُدرس بعناية الانسيابية ومعوقات الحركة لهذه الشوارع والطرقات.
إنه ومن أجل أن نضع حلولًا علمية وعملية لفك الاختناقات المرورية في شوارع وطرقات مدينة جدة يجب أن تستعين إدارات المرور بالمختصين من الكفاءات السعودية التي تزخر بها جامعاتنا، والمتخصصة في جغرافية النقل، والتخطيط العمراني، وهندسة الطرق، وتخطيط المدن، وأن يكون هناك تنسيق بين الجهات ذات العلاقة لدراسة حركة السير داخل المدينة، وأن تخضع هذه الدراسات للتطبيق الميداني حتى يتحقق المطلوب.
جهود رجال المرور لوحدهم قد لا تُحقِّق الهدف المنشود، ولذا يجب أن يحصل تعاون بنّاء ووثيق بين الجامعات والجهات الأخرى (وزارة النقل، أمانة محافظة جدة، وإدارات المرور)، وأن ترفع هذه اللجان توصياتها لسمو أمير المنطقة وسمو محافظ مدينة جدة، حتى يكون هناك تفعيل لتوصياتها، والعمل سويًا في حل إشكالات أنظمة السير في داخل المدن والمحافظات الكبيرة التي تعاني كثيرًا من عدم انتظام حركة المرور داخل شوارعها وطرقاتها الرئيسة.