Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جديد الإرهاب بين بروكسل والشام

يسارع المسلمون دائماً إلى التبرؤ من الإرهاب وأعماله البشعة الدنيئة ومن مرتكبيه البغاة المنحرفين فكرياً ومما يسببه الإرهاب من شحن نفسي بين الأمم والشعوب بعد كل عملية إرهابية تقع في أي زاوية من زوايا ال

A A
يسارع المسلمون دائماً إلى التبرؤ من الإرهاب وأعماله البشعة الدنيئة ومن مرتكبيه البغاة المنحرفين فكرياً ومما يسببه الإرهاب من شحن نفسي بين الأمم والشعوب بعد كل عملية إرهابية تقع في أي زاوية من زوايا المعمورة ناهيك عن عاصمة الاتحاد الأوربي بروكسل التي شهدت الأربعاء الماضي تفجيرات متزامنة في مطار بروكسل مع تفجيرات رديفة في محطة القطارات الرئيسية ونسبتها السلطات البلجيكية إلى الأخوين إبراهيم وخالد بكراوي ( الإرهاب الإسلامي ) ، وتبنتها داعش التي أكبر الظن أنها هي ذاتها صنيعة الاستخبارات الإسرائيلية والعالمية . ونؤكد هنا على أننا كمسلمين إذ نقوم باستنكار الأعمال الإرهابية في جميع أصقاع المعمورة على أننا نرفض الإرهاب على أي شاكلة كان أو ضد أي بلد أو فئة من الناس وممن كان فإنما نفعل ذلك ديانة ندين بها لله رب العالمين الذي يأمر بإصلاح في الأرض وينهى عن الإفساد فيها.
من بين الجديد الذي تكشفت عنه عملية بروكسل الإرهابية الأربعاء الماضي ترديد مصطلح الإرهاب الإسلامي ، وكذلك تطرُّق بعض المحللين السياسيين الغربيين إلى محاولة تفهم الأسباب الدافعة إلى تفشي الإرهاب ، خذ مثلاً المرشحة الرئاسية الديمقراطية و وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في إطار جهودها في حملتها الرئاسية تصرح بإظهار العداء للإسلام ذاته وللحضارة الإسلامية في أمريكا والغرب عموماً وعدم الاقتصار على خديعة محاربة الإرهاب من خلال إطلاق مصطلح جديد نسبياً «الإرهاب الإسلامي» كما أعلنت في مقابلة مع شبكة سي إن إن الفضائية الأمريكية المعروفة وجاء في تصريحاتها ( إن شبكات الإرهاب الإسلامي تشكل أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي ) و( أنه حتى كوريا الشمالية أو إيران المسلحتان بالأسلحة النووية لا تمثلان تهديداً للولايات المتحدة مثل التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة والجماعات المتحالفة معه ) ، أما دونالد ترمب المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري فلا يخفي عداوته السافرة للإسلام وللمسلمين ويطالب جهاراً نهاراً بطردهم من أمريكا.
لا تزال الازدواجية الغربية البغيضة هي أحد أهم أسباب تجدد واستمرارية انتشار الإرهاب في العالم ، فحينما يقوم جيش من أقوى جيوش العالم تسليحاً بغزو دولة تبعد عنه آلاف الكيلومترات ويمارس ضد سكانها العزّل أعمال الإبادة الجماعية والتهجير والتجويع كما فعلت و تفعل روسيا بأشقائنا السوريين بأفتك أنواع الأسلحة و استهدفت الجميع عدا «داعش» التي زعمت من قبل إنها إنما جاءت للقضاء عليها ، يصمت العالم الغربي المنافق ولا يقال لفظائع الإرهاب التي ترتكبها روسيا ليل نهار بأنها أعمال إرهابية ، ولا يشار إلى أنه يقع بقرار روسي بحت وبدون أي قرارات داعمة من مجلس الأمن، ولا بموافقة من «المجتمع الدولي» . أما عندما تقوم ثلة منحرفة من أصول إسلامية بأعمال إرهابية ، وهي كذلك، تقوم الدنيا ولا تقعد ضد العالم الإسلامي برمته على أساس إن الإرهاب إسلامي .!
إن السبب الرئيسي لانتشار الإرهاب في العالم أجمع هو انتشار الظلم ، ففلسطين تُحتل لعقود متتابعة من الزمان و تحاصر غزة الأبية لعشر سنوات مسألة فيها نظر فالمولود الفلسطيني مشروع إرهابي منتظر ،وفظائع الإسرائيليين ضد الفلسطينيين بالأسلحة المحرمة دولياً يتم غض البصر عنها وصواريخ المقاومة الفلسطينية البدائية بجوار الترسانات الغربية والإسرائيلية إرهاب يجب أن يحارب من جميع دول العالم. أي منطق هذا غير منطق العنصرية والازدواجية والظلم الفادح وفقدان المصداقية الأخلاقية !.
وكم دعت المملكة العربية السعودية إلى تحالف دولي ضد الإرهاب دون استجابة غربية لأن الاستجابة الغربية تعني تحديد معنى الإرهاب وتقعيد أصول للتعامل معه ، وهذا ما لا يريده العالم الغربي المصرعلى ظلمه و عدوانه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store