شكلي لا جوهري!

«في الله عوضٌ عن كل فائت».
في الأسابيع الفارطة انقطعت عن متابعة تفاصيل الشأن المحلي وحين عودتي ألفيت الكثير من القضايا والشؤون المحلية التي يتطلب الأمر الوقوف عندها والتعليق عليها واسقاط ما تيسر من الضوء على بعض جوانبها وتعزيز الايجابي منها والايماء للسلبي إن وجد. ولتكن البداية من طابور الجوازات في الصالة الشمالية في مطار الملك عبدالعزيز أقال الله عثرته بافتتاح المطار المنتظر، إذ ثمّة ملحوظات جديرة بالالتفات والعناية منها التساؤل العريض عن جدوى البصمة للعائدين من الغربة إلى تراب الوطن إذ يرى كثير من المواطنين ان ذلك إجراء غير ضروري يسلب المواطن ميزة المواطنة خاصة وأنه يساوي بين المواطن وغير المواطن في هذا الإجراء، لا بل وفي احيان أخر يطيل في مدة الانتظار في الطابور وخاصة عندما يفشل قارئ البصمة في التعرف عليها إلا بعد جهد جهيد، فيا حبذا أن تعيد المديرية العامة للجوازات البصر كرّتين في هذا الإجراء الذي لا نظير له في أي مكان آخر، إلى جانب إعادة النظر في اجراء عقيم آخر يمرّ به العائدون للوطن إذ يقف فرد من الجوازات ببزّته العسكرية مهمته الوحيدة فقط التأكد من أن زميله السابق في الكاونتر الذي يرتدي الزي المدني ختم الجواز بختم الدخول أم لا، مما يذكّرنا بوظيفة قديمة مسماها «مشمّت عاطس»، وقد أشرنا إلى هذا الإجراء من ذي قبل لعل وعسى أن نرى تغييرًا أو تحسنًا في الخدمة.
المديرية العامة للجوازات غيّرت لباس العاملين في الكاونترات من عسكري إلى مدني وهو في نظرنا ضرب من ضروب التطوير ولكنه تطوير شكلي لا جوهري فالحاجة ماسّة لتطوير المنظومة الفكرية مشكلة «فكر» وربما مشكلة «ثقافة».
الملحوظة الأخرى وليست الأخيرة موجّهة لهيئة الطيران المدني - إدارة مطار الملك عبدالعزيز حيث هبطت الطائرة ووصل الركاب إلى الصالة وانتهت إجراءات الجوازات إلاّ أن المعضلة التي تتكرر دائمًا وأبدًا تأخر العفش الذي لا يصل عادة إلا بعد مضي وقت طوووويل جدًا، ففي يوم الخميس الماضي حطت طائرة BA القادمة من لندن في موعدها ووصل القادمون إلى الصالة وتجاوزوا الجوازات وكان عليهم تجربة الانتظار المملّ لوصول العفش الذي وصل بعد ساعة تمامًا من هبوط الطائرة!!، يؤمل من إدارة مطار الملك عبدالعزيز أن تحلّ مشكلة تأخر وصول العفش الذي يصل في مطارات أخرى أكثر اكتظاظًا وازدحامًا قبل وصول الركاب.
* إشارة:
اتقدم بوافر الشكر وعظيم التقدير لكل من واسانا في فقيدتنا الغالية لميس -يرحمها الله- وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا ومعالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي، ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين في المغرب الدكتور عبدالعزيز محي الدين خوجة، وسعادة الملحق الثقافي في لندن الدكتور فيصل مهنا أبا الخيل، ومدير مركز الملك فهد الإسلامي في مدينة أدنبرة وأندية الطلاب السعوديين في غلاسكو وأدنبرة وبرايتون والمبتعثون والمبتعثات في المملكة المتحدة الذين اطلقوا هاشتاقًا في منصة تويتر تحت عنوان «لميس_درباس_إلى_رحمة_الله» والجاليتان العربية والاسلامية في اسكتلندا، ولكل من شاطرنا الحزن والأسى في هذا المصاب شخصيًا أو هاتفيًا أو عبر شبكة التواصل الاجتماعي ونسأل الله أن لا يريهم مكروهًا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
*ضوء: (العين تُبصر من تهوى وتفقدهُ.. وناظرُ القلبِ لا يخلو من النظرِ..
إن كان ليس معي فالذكرُ منه معي.. يراهُ قلبي وان غاب عن بصري).