في التعليم .. المجتمع أساس الحل!

لا يكاد ينتهي الحديث عن تطوير وتدريب المعلم في مملكتنا باعتباره الأساس المتين والحل المكين لقضية العصر في بلادنا (قضية التعليم). ومبعث أي نهضة اقتصادية أو علمية أو تقنية هو التعليم بلا ريب، لا يتناطح على ذلك عنزان.
لكن هل مجرد تطوير المعلم بوضعه الحالي كافٍ للنهوض بالتعليم؟ بمعنى أن في قطاع التعليم اليوم ألوف من المعلمين الناضجين المحسنين الذين يؤدون المطلوب وأكثر، ومع ذلك لا نلحظ تلك النقلة النوعية المرغوبة.
ولذا ومن وجهة نظري الخاصة، فإن الاكتفاء بالدندنة حول هذا الموضوع لن يحل كثيراً من مشكلات التعليم اليوم. في تعليمنا عشرات الألوف من المعلمين الذين لا تستهويهم هذه المهنة، وإنما كانت لهم وسيلة لكسب العيش فآثروها خاصة وأن البدائل شحيحة وأجورها قليلة. هؤلاء يستحيل نقلهم إلى قطاع آخر من كثرتهم، كما يستحيل إحالتهم إلى التقاعد المبكر دون رغبتهم، بل إن المؤسسة العامة للتقاعد لا تحبذ هذا الحل إطلاقاً لما يسببه من ضغط على مواردها المالية.
ويبدو أن لدى الوزير توجه نحو تطوير آليات اختيار الملتحقين بكليات التربية ليكونوا مرشحين فيما بعد لوظائف التعليم العام، وهو المسؤول عن التعليمين العام والجامعي. لكن تنفيذ آلية جديدة سيستغرق زمناً، كما أن تخرج أول دفعة سيتطلب انتظار 5 سنوات على الأقل بافتراض صمود آليات الترشيح والاختيار الجديدة.
هل الوزارة في مأزق بسبب التنازع بين النظرية والتطبيق؟ وبين الفرضية والميدان؟ ربما! والوزير يدرك ذلك تماماً فهو يعيش الواقع الصعب من قبل أن يحمل الحقيبة الثقيلة. وهو يؤكد ذلك في مقاله الأخير إذ يقول: (إيجاد حلول جذرية لمشكلات النظام التعليمي المتجذرة والمتراكمة عبر عقود من الزمن لا يمكن أن تأتي من دون تكاتف وتعاون الجميع).
والجميع هنا تعني المجتمع كله والوزارة بكل منسوبيها جزء من المجتمع! ولن ينجح إصلاح التعليم ما لم ينتقل المجتمع من مرحلة التراخي التي يعيشها إلى مرحلة الجدية، ومن عالم الكسل إلى ميادين الكفاح والمثابرة وتربية النفس والأسرة على الأخلاق الفاضلة التي تؤدي إلى الخير والبر، وعلى رأسها الصدق والتسامح والثقة وإحسان الظن بالآخرين.
المشوار طويل والحمل ثقيل!!.