Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عندما لا تُحترم الأعراف الدبلوماسية!

من المعروف أن ثمة أعرافًا وتقاليد دبلوماسية تحكم العمل الدبلوماسي لأي بعثة دبلوماسية في بلد أجنبي (باستثناء دبلوماسيي إسرائيل في الولايات المتحدة).

A A
من المعروف أن ثمة أعرافًا وتقاليد دبلوماسية تحكم العمل الدبلوماسي لأي بعثة دبلوماسية في بلد أجنبي (باستثناء دبلوماسيي إسرائيل في الولايات المتحدة). ومن هذه الأعراف (غير المكتوبة) غالباً احترام سيادة الدول المضيفة فلا ينبغي أن (يتسكع) أعضاء في السلك الدبلوماسي الأجنبي في ردهات محاكم الدولة المضيفة دون إذن رسمي من الدولة نفسها، وبحجة متابعة محاكمة بعض رعايا الدولة نفسها. باختصار ما شأن الدبلوماسي الذي يمثل الدولة (أ) بحضور محاكمة مواطن من الدولة (س) في محكمة للدولة (س)؟!
إنه عبث لا معنى له، بل وتدخل سافر في شأن دولة أخرى، خاصة إذا كانت الدولة المضيفة في حجم تركيا الشقيقة. وبغض النظر عن القضية المعروضة على القضاء!! وتركيا دولة تحترم القضاء الذي يُعد سلطة مستقلة تماماً يخضع لأحكامها الجميع بما في ذلك رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
لذا لم أستغرب ردة فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الأسبوع الماضي) إزاء حضور دبلوماسيين أوروبيين (على مستوى سفير دولة وقنصل عام دولة أخرى) محاكمة صحافيين أتراك بتهم التجسس ودعم محاولات انقلاب ضد الدولة (الحياة 27 مارس)، وقال أردوغان في خطاب متلفز من إسطنبول لهؤلاء الدبلوماسيين: (من أنتم؟ ماذا تفعلون هنا؟ أنتم لستم في بلادكم! أنتم في تركيا!).
طبعاً لا يتردد الغرب عبر وسائل إعلامه، بل وعبر قياداته أحياناً من ترديد الأسطوانة المشروخة عن حقوق الإنسان، لأنه باختصار (انتقائي) جداً عند الحديث عن حقوق الإنسان. فمثلاً لا يساوي الإنسان السوري عند الغرب أظفر قطة، ولو أن بشار الأسد قتل 300 ألف قطة، وجرح مليون أخرى، وشرد 12 مليون قطة من ديارها، لهاج الغرب وماج.
لماذا هذه الانتقائية الحقوقية التي تُمارس ضد تركيا؟ وتُغفل تماماً في بقاع أخرى مثل سوريا والعراق وغيرها! لقد بات الغرب يلعب بأجندة مفضوحة دون أي دبلوماسية تغلفها، فلا ورق سلوفان ولا بطيخ ولا يحزنون!!
إنه مكر الليل والنهار حقاً. وما تخفي صدورهم أكبر!!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store