Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دمشق وحزب الله يُغرقان (السفير)!

بعد مسيرة حافلة بالتضليل والتطبيل للنظام السوري ولحزب الله، استمرت ما يقارب نصف قرن من الزمن، ودّعت صحيفة «السفير» اللبنانية عالم الصحافة والإعلام، معلنة عن توقفها عن الإصدار بعد أن توقَّف الضخ المالي

A A
بعد مسيرة حافلة بالتضليل والتطبيل للنظام السوري ولحزب الله، استمرت ما يقارب نصف قرن من الزمن، ودّعت صحيفة «السفير» اللبنانية عالم الصحافة والإعلام، معلنة عن توقفها عن الإصدار بعد أن توقَّف الضخ المالي عنها من قِبَل مُموِّليها الرئيسيين، النظام السوري وميليشيا حزب الله، أعلن ذلك على الملأ رئيس تحريرها «طلال سلمان» بُعيد لقائه مباشرة الأسبوع الماضي «حسن نصرالله» الذي لم يبدِ استعدادًا نحو إقالة عثرة «السفير» التي طالما مجّدته وتغنَّت بمغامراته وبطيشه، وصنعت منه بطلا، ولكن من ورق.
التقى «طلال سلمان» «نصرالله»، حاملًا في يده عددًا يحتوي على تقرير مُلفَّق يتضمن إسقاطات على المملكة كهدية يرمي من خلالها التأكيد على ولائه للحزب، لكنه لم يخرج بشيء، ولا حتى بوعود، فاتخذ قراره الصعب فيما هو ما زال في مكتب سيّده، كان «سلمان» يتوهَّم بأن له دين في عنق المقاومة «المزعومة»، كتب عن هذا عام 2014 عندما خصّه نصرالله بلقاء حصري قائلا: «هكذا السفير وطلال سلمان لهما دين في عنق المقاومة، وسيد المقاومة لا ينسى ولن تدفعه مصلحة حزبية أو سياسية لنسيان الوفاء لمن كانوا بالنسبة للمقاومة أوفياء»! لكن الواقع خيّب أمل «سلمان» بعد أن هبّت الرياح عكس ما تشتهي السفن، فسيد المقاومة «المزعوم» تنكَّر له هذه المرة، كما تنكَّر له من قبل رئيس النظام السوري الذي رفض لقاءه وتركا مركب «السفير» يغرق بمن فيه.
يقول طلال سلمان، وهو يتهم، ويرثي صحيفته: إن غياب الصحافة إدانة للصوص الهيكل الذين اجتهدوا لشراء أهل الرأي من كُتَّاب وصحفيين مميّزين وإخضاعهم لطموحات أهل النفط».. يقول هذا متّهمًا زملاء له، متناسيًا أنه يقف على رأس أولئك، وأنه سلّم نفسه وقلمه للنظام السوري ولحزب الله، ولمعمر القذافي من قبلهما، وأنه يُسوِّق الشر لكل نظام يعمل معه، سقط نظام القذافي، وسقط النظام السوري، وإيران وحزب الله أنهكا اقتصاديًا، ولابد له من أن يستسلم لقرار حجب صحيفته بعد أن تخلّى عنه ممولوه. وهناك سبب آخر لهذا القرار أشارت إليه صحيفة «جنوبية» اللبنانية، حيث تقول: «ثمة من يجزم بأن القرار جاء كأول نتاج للقرار الخليجي بمطاردة ومعاقبة حزب الله ومموليه والداعمين له، والممولون للصحيفة يخشون من الخط السياسي لها على ثروتهم، وعدم رغبتهم في دفع ثمن ولاء لابد منه لحزب الله المعلن إرهابه خليجيًا وأمريكيًا.
وليس من المستغرب أن يتخذ «سلمان» تلك المواقف المعادية لسياسة المملكة وشقيقاتها دول الخليح، لأنه فشل في أن يجد طريقًا يضمن له تمويل صحيفته رغم كل العروض التي قدّمها، وكل وسائل الاستجداء التي تفنَّن في طرحها، ذلك لأن المملكة ودول الخليح لم تعد بحاجة إلى إعلام أجنبي يساندها، حيث أصبحت تملك أقوى وسائل إعلام مرئي ومقروء ومسموع في العالم العربي، ساهمت في إبعاد الكثير من الأبواق عن دائرة الضوء، والبقية في الطريق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store