Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وسائل إعلامية تفتقر إلى المصداقية

المصداقية الإعلامية مطلب ملح لتحقيق الثقة في الخبر المنقول عبر وسائل الإعلام مجملةً، وحتى يكون المتابع على اطلاع واقعي لما يجري ويدور حوله.

A A
المصداقية الإعلامية مطلب ملح لتحقيق الثقة في الخبر المنقول عبر وسائل الإعلام مجملةً، وحتى يكون المتابع على اطلاع واقعي لما يجري ويدور حوله. إلا أن نقل الخبر فقد مصداقيته في بعض وسائل الإعلام «المرئية والمسموعة والمقروءة»، التي تُحوّل الحدث أو الخبر إلى فنتازيا من التشهير والتشكيك والاتهامات، دون التثبت من حقيقته أو مصدره!!.
في مواجهة المعلومات المغلوطة أو المتسرعة من بعض تلك الوسائل والقنوات، فقد المتابع الثقة في مصداقية ما يُنقل له، فمَن نُصدِّق ومَن نُكذِّب، ونحن أمام وسائل إعلامية عدّة تبث الخبر مرَّة، ثم تُنفيه مرَّة؟!.
في أي حدث وعلى أي أرض، فإن مصدر الخبر الحقيقي الصادق هو الجهات المسؤولة، أو مشهد الحدث نفسه، أما أن تستقي معلومة الخبر من كل مَن هب ودب، وتبثه عبر وسيلة إعلامية أو قناة فضائية تديرها دون التثبت من مصداقية الخبر، فهذه هي البلبلة التي لا حلّ لها.
من التسرع في بث الخبر وإشاعته، إلى التهويل من أحداثه دون التثبت أو التحقق من صحته، أو التريث حتى تظهر الحقيقة كاملةً من الجهات المسؤولة، بات المتابع أمام فجوة واسعة من مصداقية الخبر عبر وسائل إعلامية عدّة.
أمام هذا الكم الهائل من تلك المعلومات المغلوطة، التي تبثها بعض وسائل الإعلام، والتي يدفع بعضها إلى التشكيك بالآخرين واتهامهم والتصريح بأسمائهم دون التثبت.. هل المشاهد في مواجهة عالم مضاد للمصداقية؟!.
كان خبر اختطاف الطائرة المصرية من مطار برج العرب بالإسكندرية وإجبارها على التوجُّه إلى مطار لارنكا بقبرص هذا الأسبوع الحدث الذي أثار الاهتمام الأبرز عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكان الخبر الأوسع جدلاً في حدث اختطاف الطائرة «اسم المتهم»!!، هل هو زيد أم عبيد؟!.
هناك وسائل إعلامية وقنوات فضائية ركبت الموجة، وعند جهينة الخبر اليقين.. ما أدلت به تُدلي به، وما نفته تنفيه!! وبين مصداقية براءة الأول والمتهم الحقيقي اكتفى المشاهد بمتابعة المعلومات المغلوطة من مصادر شتّى، ثم بثّها خبرًا بالصوت والصورة، ثم نفيها قي خبر يليه، ثم العودة إلى تأكيدها دون التثبت من مرجعية الخبر أو صحته!!.
المصداقية في أزمة اختطاف الطائرة المصرية هي الشاهد في مرصدي اليوم، وما كان من بعض وسائل الإعلام «المرئية والمسموعة والمقروءة» التي كانت تسعى جاهدة إلى السبق الصحفي، ولو بالتغريد خارج سرب الحدث نفسه، وتسخير أدواتها للكشف عن هوية المتهم. ليتها صمتت. فمنذ بداية الأزمة كانت تلك الوسائل الإعلامية تبث أخباراً عن اسم المتهم ثم تنفيها!!.
وقد كان متابعة الحدث من قِبَل تلك الوسائل أقرب ما يكون إلى مسرحية هزلية، وموقف أماط اللثام عن هول العشوائية والتسرُّع في نقل الخبر، وعدم احترام عقل المشاهد أو المستمع أو القارئ، وإصرار -من قِبَل تلك الوسائل- على جعل الشك حقيقة بأي صورةٍ كانت، دون الرجوع إلى المصدر المسؤول، أو انتظار انتهاء الأزمة، ومن ثم التثبت من الحقائق ونقل المعلومة الصحيحة.
من بداية الأزمة وحتى انتهائها، اختلط الحابل بالنابل في وسائل إعلامية تفتقر إلى المصداقية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store