Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سلامة الطيران المدني في زمن الإرهاب

المخاطر التي تحيط برحلات الطيران المدني حول العالم والتي تزيد عن 100،000 رحلة جوية يومياً ، كثيرة جداً بعضها بسبب الطائرة ذاتها مما يستوجب حلولاً جذرية في بعض الأحيان.

A A
المخاطر التي تحيط برحلات الطيران المدني حول العالم والتي تزيد عن 100،000 رحلة جوية يومياً ، كثيرة جداً بعضها بسبب الطائرة ذاتها مما يستوجب حلولاً جذرية في بعض الأحيان. أحد الأمثلة التاريخية عليه انهيار هياكل عدد من طائرات الكوميت النفاثة البريطانية الصنع أثناء الطيران في خمسينيات القرن الماضي مما أدى في النهاية إلى إفلاس الشركة المصنعة وخلو الجو آنذاك لشركة البوينغ الأمريكية لشبه التفرد بصناعة طائرات النقل الجوي النفاثة ، والبعض الآخر بسبب العوامل البشرية التي تتعامل مع الطائرة أثناء الطيران و أثناء الوقوف كمثل الالتزام بالممارسات المهنية الراقية في أعمال صيانة الطائرات والتدريب المكثف لأطقم الملاحة. ومن أسباب حوادث الطيران المدني أيضاً صلاحية المدرجات ، ولا تزال الذاكرة الجماعية الحية تسترجع حادثة طائرة الكونكورد في يوليو عام 2000 م التي احترقت أثناء الإقلاع من مطار باريس الدولي بسبب قطعة معدنية وقعت من طائرة سابقة تسببت في انفجار أحد إطارات طائرة الكونكورد وارتطام أجزاء منه بخزان الوقود ثم انفجار الخزان وتحطم الطائرة في مرحلة الإقلاع ووفاة كل من كان عليها.
وكذلك يمكن أن تتسبب ظروف الطقس والبيئة والحياة الفطرية القريبة من أجواء المطارات في حوادث مميتة كمثل أن يمتص أحد المحركات طائراً صغيراً إلى داخل المحرك مما قد يتسبب في إتلافه في أخطر مراحل الرحلات الجوية وهما مرحلتا الإقلاع والهبوط.
نادراً ما تقع الحوادث الجوية بسبب أحد تلك العوامل منفرداً بل لتضافر عدد منها ، وكل ما سلف يقع قضاءً و قدراً. ومع ذلك يظل النقل الجوي أأمن وسائل النقل الحديثة على الإطلاق ، ودون التعمق في الاستدلال على صحة المقولة السابقة فإن خسائر الأرواح في صناعة النقل الجوى تقاس بعدد الوفيات لكل مليون طلعة جوية. لكن الحوادث التي تتم بفعل فاعل وتشكل توجهات لدى بعض الاستخبارات العالمية إما للتسبب في حوادث الطيران المدني لأهداف سياسية ، وذاك هو الإرهاب بذاته وعند أحسن الافتراضات استغلال تلك الحوادث لأهداف سياسية مما سيغير الصورة العالمية المبهرة لوسيلة النقل الآمَن.
عانت مصر الشقيقة في الأشهر الأخيرة من سلسلة من حوادث النقل الجوي ذات أبعاد سياسية دولية واقتصادية مدمرة وأحياناً أسباب مضحكة ، فمن خسارة زهاء 3.5 مليون سائح روسي إلى خطف إحدى طائراتها الثلاثاء الماضي من قبل مواطن مصري أثناء رحلة داخلية من الإسكندرية وادعاء الخاطف بأنه يرتدي حزاماً ناسفاً و انتهت بهبوط الطائرة في مطار لارنكا بقبرص ، وبعد ما تبين كذب الخاطف قيل إن سبب الاختطاف كما صرحت السلطات المصرية كان الحب الذي أراد المختطف أن يثبته للمحبوبة القبرصية سارة ؟!، فإذا ما عدنا للوراء قليلاً على 21 أكتوبر الماضي وهو تاريخ تحطم الطائرة الروسية من طراز أي-321 فوق شمال سيناء التي تضاربت فيها الأقوال الروسية ذاتها من موقفها الأولي بعد التحقيقات من قبل الخبراء الروس الذين قدموا مدججين بأحدث تقنيات الفحص والتدقيق بأن الطائرة لم تتعرض لعمل إرهابي ، ثم تحول الموقف إلى ثبوت أنه عمل إرهابي بعد دخول كل من واشنطن ولندن وباريس على الخط ، وأنه قد تم تحميل قنبلة من مطار شرم الشيخ في الطائرة ، البصمات العالمية في التحقيقات المخالفة للأعراف الدولية واضحة في تغيير الموقف الروسي ربما لممارسة مزيد من الضغط على الحكومة المصرية.
سيشكل الاستغلال السياسي لحوادث الطيران والتدخل غير القانوني في مجريات التحقيق أحد أهم المتغيرات العالمية القادمة على مستوى العالم ، مما سينهي عصر البهجة بالرحلات السياحية في ظل إرهاب المجموعات الإرهابية من ناحية ، وبعض الاستخبارات العالمية من جهة أخرى ، مما سيضفى قتامة سوداء على صناعة النقل الجوي ويسلب السفر الترفيهي كثيراً من بهجته.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store