Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ثقافتنا عن العمل «3»

لا زلنا في موضوع ثقافتنا عن العمل لما لهذا الموضوع من أهمية على الإنتاجية والدور الهام في بناء الوطن وخدمة المجتمع، وأريد الاستعارة من خصائص الثقافة اليابانية الناجحة عن العمل وأساسياتها التي تعتمد عل

A A
لا زلنا في موضوع ثقافتنا عن العمل لما لهذا الموضوع من أهمية على الإنتاجية والدور الهام في بناء الوطن وخدمة المجتمع، وأريد الاستعارة من خصائص الثقافة اليابانية الناجحة عن العمل وأساسياتها التي تعتمد على العمل الجماعي والاهتمام المفرط بالمجموعة وليس بالأفراد، وتقديس العمل بالكفاءة، واتخاذ القرارات المبنية على المصلحة العامة، فإذا قمنا بتحليلها أكثر لوجدنا التالي: لدى الياباني حس كبير بالانتماء المؤسسي والولاء، فهو جزء لا يتجزأ من منظومة المؤسسة التي يعمل فيها، والتي تؤمن له الوظيفة مدى الحياة حتى يبلغ مرحلة التقاعد، وخلال هذه الفترة الطويلة لا تخالجه أي رغبة في الرحيل عنها إلى مؤسسة أخرى، لأنه يعتبر ذلك خيانة عظمى.. ولقد أدرك اليابانيون تلك العناوين العريضة في النشاط فكانت النتيجة قصة حضارة لبلادهم، وسيرة نجاح لشعبهم، لقد اهتم الكثير من المحللين الاقتصاديين بما حققته اليابان من نجاحات في ميادين عديدة، فعلى سبيل المثال هناك أكثر من 128 شركة يابانية من بين أكبر 500 شركة عملاقة على مستوى العالم، وتمتلك اليابان أكبر فائض تجاري في العالم بالتوازي مع الصين، ويرجع المحللون الاقتصاديون نجاح التجربة اليابانية إلى عدة عناصر منها الإدارة اليابانية الفذة والكفاءة في ميدان الأعمال وقيادة المجتمع الياباني من خلال عناصر ثلاثة وهي الإنسان الياباني المتفوق بحكم تعليمه وتأهيله، والإدارة الرشيدة، والثقافة الاجتماعية التي تقدس العمل، وإن من أهم ما يميز ثقافة العمل لدي اليابانيون: حب العمل، النظام الاجتماعي واحترام الأكبر سنًا، الانتماء للمؤسسة والتقدم الوظيفي، العمل الجاد ليس أهم من الترفيه عن النفس، وإذا أردنا المقارنة مع الثقافة اليابانية فإننا نجد الثقافة الإسلامية التي بدأت منذ 1400 عام حوت جميع العناصر والخصائص في ثقافة العمل على مستوى العالم الذي امتدت إليه وكانت مصدرًا للتقدم في مختلف العلوم والثقافات ولكنها اليوم تأتينا من قبل الشرق والغرب في مغلفات جديدة ونظريات تبنى من خلال آليات عمل وثقافة إسلام من غير المسلمين، والبعض تصيبه الدهشة من هذه النظريات ويعتقد بأنهم لديهم عقول متطورة ومختلفة عن عقولنا ولكن الواقع أننا أوقفنا عقولنا ضمن محددات نحن وضعناها حولنا كسياج ورضينا بأقل الطموح، من خلال ممارسة نشاط روتيني عادي وأصبحت النتائج عادية بل متدنية، ونقول هذا نصيبنا وقدرنا، بل هذا كسلنا لأن الرزق يأتي مع تغير الثقافات والسلوك والسعي للتطور وزيادة الإنتاج والمعادلة لن تتحقق إلا إذا أيقنت حقيقة أنك أنت المسؤول الأول عما يحدث لك وما تجنيه في حياتك.
#هدفك_مستقبلك
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store