Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حديث الأربعاء

احتفلت اليابان من سنوات، بتوديع آخر أمي على أرضها. بينما تعكس تقارير المنظمات الدولية ومنها «الألكسو» عن وجود مائة مليون عربي لا يعرفون القراءة ولا الكتابة.

A A
احتفلت اليابان من سنوات، بتوديع آخر أمي على أرضها. بينما تعكس تقارير المنظمات الدولية ومنها «الألكسو» عن وجود مائة مليون عربي لا يعرفون القراءة ولا الكتابة. ولا يعني ذلك نجاة دول العالم الأخرى من هذا المرض، فنسبة الأمية في العالم اليوم تتجاوز الثمانمائة مليون. وهي معضلة يصفها الخبراء بالمعقدة، يردون بعضها بسبب تقاعس الحكومات والأخرى لعدم الإمكانيات.
* وتتحدث التقارير عن أمية تجثم على قلب عالمنا العربي، وهي أمية الفكر التي تتنامى بشكل مخيف.. حملة شهادات لا يحيطون بما يدور حولهم.. يردونها لسوء نظام التعليم وتخلفه، لتضرب بكل برامج التنمية وبرامج الإصلاح وتعين على انتشار الفساد.
* لم يعد التعليم مدرسة ومنهجًا ومعلمًا.. إنه مع ضرورة توفر هذه العناصر، طريقة وأسلوب. وصفة بسيطة مع الأسف لم نهتدِ إلى استخدامها رغم تجارب الأمم حولنا. لم يعد التعليم التلقيني صالحًا اليوم ولا مقبولًا ويجب أن نعلن فشله. وبعض الدول تعتبر التخلف في التعليم خطرًا يهدد أمنها القومي. وعلينا أن نقتفي أثر الدول التي وعت هذه الحقيقة لنلحق على الأقل بآخر الركب. فلا أمل يرجى مهما أنفقنا. لقد استطاعت اليابان أن تنهض بأمتها واقتصادها بلا بترول.. بلا موارد طبيعية من خلال تأسيس منظومة تعليمية استهدفت الإنسان أي تعليمه وتربيته ولم يخب أملها. واستطاعت، بلا بترول.. بلا موارد طبيعية أن تنافس اقتصاديًا أكبر قوة عسكرية واقتصادية على وجه الأرض. ثروتها الحقيقية في بنيها، الذين ربتهم على حب العمل فأحسنت تربيتهم.. وبأمة صنعها نظام تعليمي فذ.
* ومثل اليابان دول كثيرة، قامت من موت. كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة. ولم تك شيئًا، لقد انتهت الحرب بين الكوريتين، وكوريا الجنوبية على الأرض.. لكنها بتأسيس نظام تعليمي قوي، تمكنت من إنتاج أمة، وبإذكاء الروح الوطنية في تلك الأمة تقدمت، ووجدت الباب مشرعًا، لدخول العالم وتصبح نمرًا وتقدم للبشرية في كل شهر أكثر من مائة براءة اختراع.
وهكذا فعلت ماليزيا وسنغافورة وبقية الشعوب الطامحة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store