محمد بن سلمان والفكر الاستراتيجي

الفكر الاستراتيجي يختلف عن التخطيط الاستراتيجي، فالتخطيط الاستراتيجي يعطي القائد أدوات التخطيط، وإقامة المشروعات. أما الفكر الاستراتيجي فهو منهجية تفكير تضمن حسن استخدام أدوات التخطيط، وأسلوب تفكير يؤهل القائد لملء جداول التخطيط بشكل بارع.
ما كشفه سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لوكالة بلومبرج على مدار خمس ساعات من ملامح الخطة الوطنية الجديدة لتقليل اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط الخام كمصدر للدخل خلال عشرين عامًا، وإعلانه لتأسيس أكبر صندوق سيادي بمبلغ تريليوني دولار، جعل وكالات الأنباء العالمية تتداول هذا الفكر الاستراتيجي الاقتصادي الذي سيغير العالم.
أمير شاب تتصدر أفكاره المانشتات الصحفية العالمية يُبشِّر بمستقبل اقتصادي مشرق يحمل رؤية استشرافية ويعلن نهاية الاعتماد الوحيد على النفط ويعطي للعالم رسائل مفادها بأن الاستثمار الحقيقي هو في العقل والفكر البشري، إنه الإنسان الذي يبدع ويفكر خارج الصندوق ويستثمر في طاقات شباب الوطن ويفتح لهم آفاقا جديدة من الاستثمار.
تحليلات ورسومات الانفوجرافيك عبر كافة الصحف الورقية والالكترونية تحاول تبسيط المعلومات التي تناولها سمو ولي ولي العهد في حديثه حيث طرحت صحيفة مكة في رسم مبسط كيف ستبني السعودية الصندوق السيادي عبر خطوتين: الأولى جعل صندوق الاستثمارات العامة هو المسؤول عن أهم وأكبر استثمارات المملكة داخليا وخارجيا، وبناؤه ليكون أكبر صندوق سيادي على وجه الأرض. وثانيها: تحويل أرامكو السعودية لشركة مساهمة من خلال طرح 5% من الشركة الأم للاكتتاب العام خلال العامين المقبلين. وتحويل ملكية أسهم الشركة إلى صندوق الاستثمارات العامة وهو ما سيضخم أصول الصندوق ليدير ثروات تتجاوز قيمتها أكثر من تريليوني دولار ليكون بذلك أكبر من صندوق النرويج السيادي وصندوق أبوظبي السيادي.
هذه التصريحات جعلت العالم بأسره يعلن عن أن خطط قيادتنا الرشيدة ستجعل السعودية في صدارة الاقتصاد العالمي وميلاد جديد لهوية اقتصادية سعودية بجدارة تستحق المركز الأول عالميا لأنه لا يليق بالسعودية إلا الصدارة دوما.
كم نحن فخورون بك سمو الأمير، وكل الدعاء لك بمزيد من التألق والفكر الإبداعي، ولنا مع قيادتنا الرشيدة في كل محفل مفاجأة جميلة من أجل الوطن بدءًا من عاصفة الحزم وإعادة الأمل إلى مشروع التحول الوطني ومن ثم إلى قيادة التحالف الإسلامي الفريد من نوعه، وها نحن اليوم اقتصاديًا نستبشر بالقادم الأقوى والأهم في تاريخ الوطن بقيادة سلمان الحزم رعاه الله.
تميز عسكري واقتصادي نكتبه في سجلات التاريخ بمداد من الفخر والاعتزاز.