Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«ترامب» سقوط في بحر التصريحات!

لن أجد مقدمة وأنا أشرع في الكتابة عن المرشح الرئاسي الأمريكي المهووس «دونالد ترامب» أفضل من العنوان الكبير الذي ظهر على غلاف مجلة تايم الأمريكية في عددها الأخير: (هل يصبح البلطجي ترامب الرئيس الـ45 لأ

A A
لن أجد مقدمة وأنا أشرع في الكتابة عن المرشح الرئاسي الأمريكي المهووس «دونالد ترامب» أفضل من العنوان الكبير الذي ظهر على غلاف مجلة تايم الأمريكية في عددها الأخير: (هل يصبح البلطجي ترامب الرئيس الـ45 لأمريكا)؟! وزادت، بأن وضعت فوق صورته الشخصية خمس خانات، كتبت على الأولى «بلطجي» وعلى الثانية «استعراضي» وعلى الثالثة «محطم حزب» وعلى الرابعة «ديماجوجي» وعلى الخامسة «الرئيس الـ45».. هكذا يصفه إعلامه بالبلطجي. تصريحاته المستفزة، بل والمتهورة، لا أعتقد أنها ستخدمه في مستقبله الانتخابي، كما لا تخدم أمن وسلامة بلاده فيما لو فاز هذا المرشح العنصري بالرئاسة، وقد يساهم في عزلة بلاده عن العالم، وسبق أن لوّح في العديد من خطاباته بعدائه للمسلمين، ووعد مرشحيه بمنع دخولهم إلى الولايات المتحدة، وزاد على ذلك، بأنه سيدرس وقف مشتريات النفط من المملكة إذا لم تقم بإرسال قوات لقتال تنظيم داعش، ولم يقف عند هذا الحد في تصريحاته التي لا تنم عن مسؤول عاقل مدرك للسياسة الدولية، حيث طالب أيضا بفك الارتباط مع دول حلف شمال الأطلسي، بزعم أن الولايات المتحدة لا تحصل على شيء مقابل ضمان الأمن وتقديم الحماية العسكرية لدول حلف الناتو، قائلا: (يجب أن يدفعوا أو يخرجوا، وإذا تفكك الناتو لهذا فليتفكك)، كما أشار إلى أنه سيسمح لليابان وكوريا الجنوبية ببناء ترسانة نووية خاصة بكل منهما بدلا من الاعتماد على المظلة النووية الأمريكية لحمايتهما من الصين وكوريا الشمالية، هذه التصريحات المنفلتة دعت الرئيس أوباما إلى أن يبدي امتعاضه حيالها، ويصف «ترامب» بأنه لا يعرف الكثير عن السياسة الخارجية أو السياسة النووية أو شبه الجزيرة الكورية أو العالم بشكل عام. كما أبدى الرئيس السابق لـ(سي آي إيه) مايكل هايدن خشيته من تمرد عسكري على ترامب في حالة فوزه.
الذين كانوا يراهنون على سقوط أوباما خلال الانتخابات الأمريكية عام 2008 بصفته من السود، لا يدركون حقيقة وجوهر الشعب الأمريكي الذي يُحكِّم العقل، ولا ينظر إلى اللون أو الجنس، وعليه فإن أوباما قد كسب الجولتين وأصبح رئيسًا برغبة الشعب، وهذا يدل على أن أي رهان يتعلق باستحالة أن تحكم الولايات المتحدة امرأة هو رهان فاشل، وكل الدلائل تشير إلى إمكانية أن تكون «هيلاري» هي أول امرأة تحكم الولايات المتحدة، فاستطلاع الرأي الذي أجرته شبكة «سي إن إن» أسفر عن أن 80% من الأمريكيين يشعرون بأن بلادهم مستعدة لوضع امرأة في رئاسة البيت الأبيض، وأن 90% من الناخبين الديمقراطيين يوافقون على قبول ذلك مقابل 68% من الجمهوريين، ولعلني لا أستبق الأحداث إن كنت أتنبأ بفوز هيلاري اعتمادا على الكثير من المعطيات التي ترجح كفتها، لاسيما وأن منافسها الجمهوري هشا وضعيفا، لا يملك الخبرة ولا الحنكة السياسية التي تتطلبها الوظيفة، ويفتقد لقوة الخطاب، ولا يمكن أن يرأس الولايات المتحدة رئيس يتباهى بجمال زوجته أمام خصمه عندما لم يجد ما يعتد به.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store