Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تصنيع تقنيات النانو من دعائم مرحلة التحول الاقتصادي

جاءت تصريحات ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوكالة "بلومبرغ" الاقتصادية الأسبوع الماضي، بمثابة إيذان عملي بدخول المملكة مرحلة تحول اقتصادي كبرى على مختلف الصعد، تهدف لإحداث نقلة اقتصادي

A A

جاءت تصريحات ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوكالة "بلومبرغ" الاقتصادية الأسبوع الماضي، بمثابة إيذان عملي بدخول المملكة مرحلة تحول اقتصادي كبرى على مختلف الصعد، تهدف لإحداث نقلة اقتصادية كبرى من اقتصاد شبه أحادي المصدر إلى اقتصاد حديث، تتنوّع فيه مصادر الدخل، وتستحدث فيه آلاف الوظائف النوعية، وتشتمل من بين ما تشتمل عليه خطط تصنيع؛ والتفعيل الاقتصادي للتقنيات الصاعدة، وتقنيات النانو، التي هي على وشك أن تدخل منتجاتها وتطبيقاتها السوق العالمية، والتي تتنبأ دور الدراسات المعنية كمثل مجلة الأبحاث والأسواق، بأن يصل حجم سوق منتجات النانو 75 مليار دولار سنويًا، ناهيك عما ستستحدثه من مئات الآلاف من الوظائف عالية التخصص، وفرص نقل وتوطين التقنيات، وتثبيت ثقافة مجتمع المعرفة، وحسن الاستفادة من البنية التحتية الاقتصادية بالمملكة كمثل المدن الاقتصادية، وبإمكان المملكة أن تجعل من ذاتها قطب رحى عالمية، فتستقطب بسياساتها الاقتصادية الطموحة تصنيع والتفعيل الاقتصادي للتقنيات الصاعدة وتقنيات النانو.
فالمملكة في مرتبة متقدمة نسبيًا للمضي قدمًا في تبني الثورة الصناعية القادمة -ثورة صناعة تقنيات النانو والمتقدمة-، فطبقًا لتقرير (مؤشر تصنيع التقنيات الصاعدة 2012) الذي يصدر عن مؤسسة "سينتيفيكا" البريطانية ويهتم بتصنيف وترتيب دول العالم من حيث بيئاتها الاقتصادية-الصناعية القادرة على احتضان وتصنيع تقنيات النانو والصاعدة، فقد احتلت المملكة المرتبة الثامنة عشرة بين أفضل 50 دولة في العالم للعام 2012م ويعتبر ذلك بمثابة مؤشر قوي عن جدارة المملكة بخوض غمار التنافس العالمي، وكسب السبق في تصنيع التقنيات الصاعدة.
عرّف مجلس الأجندة العالمي GAC التابع للمنظمة العالمية للاقتصاد WEF، المعنية بالنهوض بالصناعة العالمية بأنها: تلك التي تنبثق عن علوم ومعارف جديدة وغير مسبوقة، وتلك التي تشكل تطبيقات إبداعية مبتكرة حتى للتقنيات الحالية، وتلك التي ستقود إلى إحداث قدرات جديدة بشكل سريع، وتلك التي من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير ومنتظم طويل الأمد على الاقتصاد والسياسة والاجتماع، مما يوفر تقنيات جيدة لمجابهة التحديات الكبرى التي تواجه البشرية. والتي يأتي في مقدمتها التقنيات متناهية الصغر (النانو).
تستطيع المملكة أن تكون المحور العالمي لصناعة والتفعيل الاقتصادي للتقنيات الصاعدة وتقنيات النانو، من خلال إنشاء هيئة عالمية، على أن تكون وطنية (الملكية)، عالمية (المدى والنشاطات والخبرات)، وتعمل بإستراتيجية استقطاب منتجات النانو الجاهزة للتصنيع والتسويق؛ بالشراكة مع أصحاب الملكية الفردية أفرادًا كانوا أم شركات أم دولًا، على أن يكون ذلك في المملكة، حرصًا على نقل وتوطين التقنيات إلينا، كما يمكن لها أن تنتهج تشجيع استنبات الملكية الفكرية محلية التطوير عن أبحاث علماء النانو السعوديين ومن خلال مختبرات النانو، جامعات المملكة، ومن بينها مركز النانو بجامعة الملك عبدالعزيز الذي يضاهي المستويات العالمية بشهادة زواره من المشارق والمغارب.
يتوقع للهيئة -إن قُدِّر لها أن ترى النور- أن تسهم في النقلة التحويلية من المساهمة الفعَّالة في تنويع مصادر الدخل من خلال الإنتاج الصناعي عالمي المستوى، وأن يكون ريعها السنوي بمئات المليارات من الدولارات بحلول عام 2025، وأن توفير عشرات الآلاف -إن لم يكن مئات الألوف- من الوظائف في مجالات النانو والتقنيات الصاعدة لشباب وشابات وعلماء المملكة وتأسيس حدائق صناعية، وحاضنات تقنية، وشركات منبثقة بشكل مستمر. والمساهمة في تدريب القوة الوطنية الفنية لمستوى (الكتلة الفنية الحرجة) اللازمة لإحداث نقلة نوعية صناعية بالمملكة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store