Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حفظ الله مصر

(لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها وبعلاقتنا الإستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر وحفظ شعبها)، هذا ما غرَّد به خادم الحرمين الشريفين بالأمس بعد وصوله للقاهرة في

A A
(لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها وبعلاقتنا الإستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر وحفظ شعبها)، هذا ما غرَّد به خادم الحرمين الشريفين بالأمس بعد وصوله للقاهرة في زيارة خاصة ومميزة، تلبيةً لدعوة تلقَّاها من الرئيس المصري، وتستمر لمدة خمسة أيام، يُرافقه فيها وفد رفيع المستوى.
هذه الزيارة هي حلقة في سلسلة طويلة للعلاقات الوثيقة بين مصر والسعودية، والتي انطلقت من توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين في عام 1926م، ثم أول لقاء تاريخي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (رحمه الله) بالملك فاروق -ملك مصر- عام 1945م، وتم خلاله وضع السياسة الثابتة لمستقبل العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر، ثم كانت زيارة الملك عبدالعزيز عام 1946م، والتي تطابقت فيها وجهات النظر، ووافقت المملكة على الانضمام للجامعة العربية، ثم في عام 1955م تم توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، وكانت مقولة الملك عبدالعزيز الشهيرة (لا غنى للعرب عن مصر - ولاغنى لمصر عن العرب).
الزيارة في هذا الوقت وبهذا المستوى؛ لها العديد من الدلالات، وفي مقدمتها مكانة مصر في المنطقة، والتأكيد على وحدة الرؤى والتوجُّهات بين البلدين تجاه القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، وحرص المملكة على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال توحيد الآراء والأفعال تجاه التحديات التي تواجه المنطقة.
مصر لها مكانة كبيرة في قلوب القيادة السعودية والشعب السعودي، ومثل هذه الزيارة تساهم في زيادة التلاحم بين الدولتين قيادةً وشعبًا، فكلا الدولتين لهما ثقل كبير في المنطقة، ولهما المقومات المتكاملة لخدمة أمن القضايا العربية المختلفة.
مكانة مصر في قلب الملك سلمان كبيرة وعميقة، وحبّه لها ليس وليد اليوم، بل يعود لستين عامًا عندما ارتدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (يحفظه الله) زيّه العسكري من خلال تطوّعه للدفاع عن أرض الكنانة ضمن المقاومة الشعبية خلال تعرُّض مصر للعدوان الثلاثي عام 1956م، وتأتي هذه الزيارة لتُرسِّخ مثل هذه الذكريات، وتُعمِّق هذا الحب لأرض الكنانة، مهما كانت الظروف والأزمات.
نعم، حفظ الله مصر وأرض مصر، وأدام الحب والوفاء بينها وبين شقيقتها المملكة العربية السعودية، ولمَّ على الحق دائمًا شملهما، وجعلهما سدًّا منيعًا أمام كل حاقد وحاسد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store