جائزة عمر آل ناصر للإبداع.. وروح العطاء

المسؤولية الاجتماعية عنصر هام ومتميز، وعمل وطني، يسهم في بناء المجتمع وفي دعم المستقبل، وفي تعزيز الانتماء، وفي تطوير النماء بمختلف أنواعه. ومن الأمثلة الحديثة الجميلة على ذلك، ما شهدته المدينة المنورة الأسبوع الماضي عندما شهد أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان توقيع مذكرة شراكة بين إدارة التعليم بالمنطقة مع د. فيصل بن ناصر عن أبناء اللواء عمر آل ناصر -رحمه الله- والتي نصّت على بنود تتعلق بتنفيذ إدارة التعليم مشروع جائزة عمر آل ناصر للإبداع بدعمٍ من مانحي الجائزة، والتي تهدف إلى تعزيز وتنمية روح الإبداع لدى طلاب التعليم.
هذه المبادرة الجميلة المتميزة تستحق الالتفاتة والحديث عنها، لما لشخص الراحل من محبّة ومودة أحملها له في قلبي مادمت حيّا.. فهذا النوع من المبادرات منهجًا يسعى له أبناء الوطن بشكلٍ عام، لأن مثل هذه الجوائز تُعزِّز روح الإبداع وتُنمِّي أسس التطوير المعرفي والعلمي، وتُسهم في بناء أجيال مبدعة متعلِّمة في شتى المجالات العلمية والمعرفية، وتُشكِّل نواة حقيقية للعمل الاجتماعي المشرِّف، والذي سيكون له ثماره وإيجابياته المستقبلية على حاضر وواقع الوطن ومستقبله، وتُسهم مع الإدارات والقطاعات الحكومية في توظيف مفهوم الشراكة بشكلٍ مؤسساتي وفعال في تنمية المجتمع.
مثل هذه المبادرات الاجتماعية، تضرب مثالاً مميزًا في بر الوالدين من جانب، وفي تعزيز روح المواطنة الصالحة، وفي تشكيل أنموذجًا رائعًا باركه أمير المدينة المنورة -حفظه الله- بحضوره لهذا الحدث. هذه المبادرات اعتبرها فرصة لمبادراتٍ أخرى مماثلة من أبناء الوطن في مختلف مناطق المملكة، وفي كافة مناحي الحياة، تعكس مفهوم المسؤولية الاجتماعية، وتُكرِّم وتُخلِّد ذكرى مُتميّزة للقامات الوطنية الذين خدموا الوطن، وقدّموا جهودًا مخلصة في حياتهم، وها هي تينع أول ثمار هذه الجهود وتلك المسيرة الحافلة بالإنجازات في وجود جائزة باسم اللواء عمر آل ناصر بعد انتقاله إلى رحمة الله تعالى، تُعد بمثابة عمل صالح وصدقة جارية بإذن الله، لما فيها من الأهداف النبيلة، والأسس الدينية التي يحثُّ عليها دييننا الحنيف، وتُساهم في صناعة نماذج يُحتذى بها مستقبلاً، تسير وفق هذا المنهج، ومَن سَنّ سُنَّة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها، إلى يوم القيامة.
لذا أتمنى أن تُشجَّع مثل هذه المبادرات الوطنية الجميلة، وخصوصًا من أسر القامات الوطنية التي خدمت الوطن، حتى تكون نبراسًا يضيء لآخرين في تعميم هذه الخطوة التي اعتبرها دون شك من أجمل مبادرات المسؤولية الاجتماعية، ومن المشاهد التي تُعزِّز وتُوظِّف كل القيم المجتمعية، وتُسهم في دعم المجالات التعليمية، وتحفيز المبدعين وتشجيع المتميزين، لتُشكِّل خارطة لمبادرات قادمة في مجالٍ من مجالات التنمية في وطننا الغالي، وكي نكون واجهة للعطاء والنماء تعكس تعاون وتشارك المواطن مع الدولة في تحقيق أهداف ورؤى ومستقبل الوطن والمواطن.
رحمك الله يا صاحب الجائزة، وتغمّدك بواسع رحمته، ونحتسبها عند الله لك صدقة جارية.