Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حتى بيوت الله تُعطّلها البيروقراطية!

ذكرت هذه الصحيفة (20 مارس) أن 15 عامًا مضت على مسجد تحت الإنشاء في محافظة الحناكية شرق المدينة المنورة دون أن يكتمل بنيانه.

A A
ذكرت هذه الصحيفة (20 مارس) أن 15 عامًا مضت على مسجد تحت الإنشاء في محافظة الحناكية شرق المدينة المنورة دون أن يكتمل بنيانه. المسجد كما هو مُتوقَّع تابع لوزارة الشؤون الإسلامية، التي يتمسَّك بعض منسوبيها بالبيروقراطية العتيدة، إذ لا يُعقل غالبًا أن يتطوع فاعل خير لبناء مسجد فيبدأ في بنيانه، ثم يتركه هملاً كل هذه الأعوام الطويلة. فقط هي البيروقراطية التي لا يهمها المنتج النهائي بقدر ما تهمها الآليات والإجراءات الشكلية، التي مهما أكل عليها الزمان وشرب، فإنها تظل صامدة تقاوم كل أنواع التغيير مهما كان إيجابيًا ومفيدًا للمجتمع والمواطن.
يقول سكان المنطقة أن هناك من تقدم من فاعلي الخير لاستكمال بناء المسجد، لكن إدارة الأوقاف هناك تشترط تسليم المبالغ إليها لتتكفل هي باستكمال البناء! باختصار تريد إدارة الأوقاف أن تفعل خيرًا، لكن على حساب الآخرين. إنها لا تختلف عن ذلك الذي يتصدق بأموال الآخرين ثم ينسب العمل إلى نفسه.
كيف ترضى الوزارة تعطيل مشروع استكمال بناء بيت من بيوت الله، فلا هي فعلت! ولا هي سمحت للآخرين أن يفعلوا! أين الوزارة عن المقاول الذي كُلف بالبناء أصلاً من ميزانية الدولة بإشرافكم! لماذا لم يستكمل المشروع؟ ولماذا لم يُطبق النظام عليه قبل توقفه قبل 15 عامًا؟.
قد نجد لكم عذرًا أو أعذارًا تجيبون بها على الأسئلة التي تُثار في هذا الموقف، وربما أشباهه في مناطق أخرى من المملكة.
لكن ما عذركم في التراخي عن السماح للآخرين باستكمال المشروع بالتعاون معكم؟ لماذا الإصرار على توريد المبلغ إلى خزانتكم العامرة أولاً كي تكملوا البنيان بعد توقف طويل؟ وما الذي يضمن نجاحكم هذه المرة، وقد أخفقتم في الأولى! وهل النظام يُجيز لكم استلام مبالغ نقدية من مواطنين عاديين حتى لو كان الهدف ساميًا واضحًا مثل استكمال بناء مسجد؟!
الحناكية من أطراف الأطراف! وتلكم هي إحدى أكبر مشكلاتها: بعيد عن العين بعيد عن اتخاذ القرار الصائب. وأول الصواب يمر عبر إلقاء البيروقراطية خارج النافذة حتى لا تتعطل بيوت الله عن استقبال عمّارها وروادها!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store