Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

70% من الأمان في حزام الأمان

حوادث المرور موت يومي، ومواجع يومية، القبور تواري الأموات، لكن لا مواراة لآلام الأحياء: أب مكلوم، وأم جريح، وأخت ثكلى، وأخ حزين، وأولاد يتامى، ونساء أيامى، وكل محب للراحل من قريب أو بعيد يئن من ألم يك

A A
حوادث المرور موت يومي، ومواجع يومية، القبور تواري الأموات، لكن لا مواراة لآلام الأحياء: أب مكلوم، وأم جريح، وأخت ثكلى، وأخ حزين، وأولاد يتامى، ونساء أيامى، وكل محب للراحل من قريب أو بعيد يئن من ألم يكاد يكون هو الموت.
حوادث المرور في ازدياد، وهذا ما تؤكده الإحصاءات الرسمية، فكل خارج من منزله مفقود حتى يدلف إلى منزله، يتوقع الموت في أي لحظة حتى لو التزم بقوانين المرور، فتهوّر المتهورين، ومراوغات المراوغين إن لم تهلك الناس، قرّبتهم من الموت، وإن نجا شخص من حادث فلن ينجو من إحدى المفاجآت من ممتهني هلاك الأرواح.
في تقرير نشرته إحدى الصحف منسوباً للجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية أن عدد المتوفين جراء الحوادث في المملكة نحو (7800) حالة منذ بداية العام الحالي أي في نصف العام فقط، شيء لا يصدق، لكنه منسوب لجهة رسمية، وهو خطير حتى لو كان في مدة أقل من ذلك، أي أنه كل (70) دقيقة تحصل وفاة مرورية، ومعلوم أن ذلك إذا كانت الوفاة في موقع الحادث أو خلال شهر منه، أما ما يحصل بعد ذلك فلا يدخل في الإحصائية عدا ما نتج للعائلات من كوارث ناتجة عن الحوادث.
الأسباب التي ذكرتها الإحصائية مشاهدة من كل من يسوق في الطرقات، داخلية وخارجية، انحراف مفاجئ للمركبة، تجاوز للسرعة، استخدام الجوال خلال القيادة، والغريب أن هذا الأخير أشارت الإحصائية إلى أنه يمثل 60%، ومثله أن 60% من الضحايا من الشباب دون الثلاثين سنة، مختتمة أن الحوادث المرورية أكبر مسبب لوفيات الفئة العمرية من 16- 40 سنة، وأن حزام الأمان -الذي يتساهل فيه كثيرون- يحدّ من الحوادث بنسبة 70%.
إحصاءات مخيفة، واحدة منها تكفي لما سبق أن كتبت عنه أننا بحاجة لإدارة أزمات في المرور للحدّ من هذا السيل الجارف للأرواح، وفي يوم واحد قرأت في صفحة واحدة من إحدى الصحف العنوانات التالية: 20 وفاة نتيجة حوادث في عسير خلال 24 ساعة، خمس وفيات وإصابة على طريق سبت العلايا - بيشة، وفاتان و12 إصابة في حوادث أمطار المدينة المنورة، وذلك نتيجة الأمطار التي تتضاعف فيها الحوادث.
أعلم أن الكتابة لن تغيّر شيئاً، فقد كتب الكُتَّاب كثيراً، وغرّد المغرِّدون، وفتح الأهل العزاءات، ولكن الحلّ في يد إدارة المرور، فالحزم في تطبيق النظام دون هوادة هو الحل، وفي الدول المجاورة خير مثال.
فالأمر وصل إلى حدّ الموت، وهل بعد الموت شيء، وليس من المبالغة القول: إنّ كبح مسلسل الحوادث مقدَّم على إنشاء المستشفيات التي خصص 30% من أسرّتها لمصابي الحوادث.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store