Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جسر من الود.. لا جسر من الحجر

مع الاعتذار لشاعرنا الراحل غازي القصيبي -يرحمه الله-.. حيث قمتُ بتحويل شطر القصيدة التي ألقاها في افتتاح جسر الملك فهد -يرحمه الله- في البحرين، والتي جاء فيها: «درب من العشق.. لا درب من الحجر»..

A A
مع الاعتذار لشاعرنا الراحل غازي القصيبي -يرحمه الله-.. حيث قمتُ بتحويل شطر القصيدة التي ألقاها في افتتاح جسر الملك فهد -يرحمه الله- في البحرين، والتي جاء فيها: «درب من العشق.. لا درب من الحجر».. هي هكذا كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للشقيقة مصر، أسفرت عن بناء جسر من الود والعلاقة الثنائية المتفرِّدة والمبنية على أسس متينة، قال عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأنها: «تأتي توثيقًا لأواصر الأخوة والتكاتف القائمة بين بلدينا، وترسي أساسًا وطيدًا للشراكة الإستراتيجية بين جناحي الأمة العربية مصر والسعودية»، كما جاءت لتُبدِّد كل الادعاءات التي تقول بأن هناك خلافا بين البلدين، بدّده خادم الحرمين الشريفين حينما قال: «إننا اتّحدنا ضد محاولات التدخل في شؤوننا الداخلية، فرفضنا المساس بأمن اليمن واستقراره، والانقلاب على الشرعية فيه، وأكدنا تضامننا من خلال «تحالف إسلامي عسكري» لمحاربة الإرهاب «شمل 39 دولة» هوالأقوى في تاريخ أمتنا الحديث، وبعثنا قبل أيام برسالة إلى العالم عبر «رعد الشمال» نعلن فيه «قوتنا في توحدنا»، وقد كانت جمهورية مصر العربية -وكعادتها- من أوائل الدول المشاركة بفاعلية في هذه التحالفات وهذا التضامن الذي دشَّن لعصرٍ عربي جديد، يكفل لأمتنا العربية هيبتها ومكانتها».
ولعلنا نُؤكِّد هنا بأن نتائج هذه الزيارة الكريمة لمصر جاءت بمثابة صفعة لكل المُشكِّكين الذين كانوا يُراهنون على إفساد العلاقة بين الشقيقين «جناحي» هذه الأمة، ولذا لا يمكن لعاقل أن يُصدِّق بأن هناك جفوة مع سيل تلك القرارات الاقتصادية والتنموية، والانفتاح السياسي والثقافي التي تم توقيعها بين الشقيقين، إضافة إلى الحفاوة الكبيرة التي أظهرها أعضاء مجلس النواب المصري الذين يُمثِّلون الشعب المصري لضيفهم الكبير «سلمان بن عبدالعزيز»، وهي الحفاوة التي تجاوز أعضاؤها البروتوكولات المعتادة، فأظهروا فرحتهم بهذه الزيارة التي جاءت تحت قبّتهم، أظهروها عبر قصائد ترحيبية ألقاها بعض من أعضاء البرلمان. كانت كل الدلائل الرسمية والشعبية تُؤكِّد بأن هناك وشائج قوية تربط الدولتين ببعضهما البعض، تتجاوز أي خلافات تطرأ من خلال تباينات في الرؤى في بعض القضايا الهامشية، فالقيادتين المتعقِّلتين تتفهَّمان خصوصية علاقة كل منهما، ولذلك قفلت الباب أمام المُتربِّصين بهذه العلاقة ذات الوشائج التاريخية القوية، وعملت على إنهاء الكثير من الملفات العالقة بين الشقيقين عبر لجان فنية، وبعيد عن الأضواء.
إنما يهمنا الآن، رغم نجاح هذه الزيارة التي من المُؤكَّد أنها ستنعكس على أمن واقتصاد ورفاهية الشعبين الشقيقين، هوتحصين هذه العلاقة من شرور الأعداء، ومن شطحات الأقلام والإعلام المسموم الذي يحاول جاهدًا هدم جسور هذه العلاقة والشراكة، وبالطبع فإن هذا لن يتأتَّى إلا عن طريق الحفاظ على استمرار المجلس التنسيقي المصري السعودي في لقاءاته ومشاوراته، لكي يُعالج القضايا التي قد تطرأ في وقتها، ويقود المركب نحوشاطئ السلام.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store