Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مضامين الرسائل في زيارة خادم الحرمين لمصر

الحدث تاريخي.. والزيارة أخوية.. اقتصادية.. سياسية، والحديث عن زيارة الملك سلمان -حفظه الله- لجمهورية مصر الشقيقة حديث ذو شجون، ولو أفرغت لهذه الزيارة مُجلَّدات لما وسعتها.

A A
الحدث تاريخي.. والزيارة أخوية.. اقتصادية.. سياسية، والحديث عن زيارة الملك سلمان -حفظه الله- لجمهورية مصر الشقيقة حديث ذو شجون، ولو أفرغت لهذه الزيارة مُجلَّدات لما وسعتها.
كانت الزيارة في مضامينها وأهدافها أبلغ من أن يختصرها مقال أو حوار تلفزيوني، أو تغطية إخبارية.. الزيارة هذه المرة تختلف كليًا عن سابقاتها، فالوضع الراهن مغاير تمامًا، والخطوب تلف وتدور حول عالمنا لتخطفه من بين أيدينا وفي غفلة منا.
في ظل تكتلات المصالح السياسية والاقتصادية الراهنة حول العالم على حساب أوطاننا العربية وإرادة شعوبنا، والتي أحاطت بالمنطقة العربية من كل حدبٍ وصوب، ودأب بعض قياديي تلك التكتلات على شق صف الوحدة العربية، أخذت زيارة خادم الحرمين لمصر بُعدًا مغايرًا تمامًا عن كل ما يُقال ويُحاك ويُدبَّر، فكانت بمثابة الموقف الجلي الأكثر وضوحًا في وجه المشككين والمزايدين من أولئك الذين تعالت أصواتهم، وعميت بصائرهم عن عمق ومتانة العلاقة الدينية والتاريخية والسياسية والاجتماعية بين البلدين، كما كانت الحقيقة التي نسفت المغالطات المسمومة والتي تصم المملكة بالتطرف وتصدير الإرهاب للعالم!
بلورت الزيارة في المقام الأول عمق العلاقة الوثيقة بين البلدين، فنحن نعلم أنه حين يُذكر التاريخ والحضارة والعزيمة الحقة التي لا تؤتىَ إلا لأهلها، تحضر مصر وبقوة في المقدمة، لتُشَكِّلَ العلامة الفارقة في بناء المجد لشعوب النضال العربي في جميع الحروب التي خاضتها، إما دفاعًا عن أرضها، أو دفاعًا عن جاراتها من الدول الشقيقة المعتدى عليها.
كما كانت مصر ولازالت درع الأمة العربية وصمام أمانها.. فنحن كنا ولازلنا الرائد الأول في خدمة الإسلام والمسلمين والداعين للأمن والسلام في كافة بقاع الأرض.. السعودية ومصر وجهان لعملة واحدة.. فاتحاد المواقف وتكامل الرؤى لا يتلاقيان إلا عند تلاحم القلوب.
إن من يحاول تشويه صورة العلاقة الطيبة بين المملكة ومصر، ومن يُحاول السعي جاهدًا لإقحام الدولتين في دوامة خلط الأوراق وتحريف التاريخ والقوانين والأنظمة، ليس له إلا الفلس، فمن يستطيع أن يقف أمام شعبين كل منهما يقر بفضل الآخر عليه؟.. فنحن نقر أنه ليس منّا مَن لم يكن لمصر عليه فضلاً، سواء كان ذاك الفضل دينيًا أو سياسيًا أو علميًا أو اجتماعيًا.. الفضل الذي وشى سطور تاريخه بمداد من ذهب، نذكره نحن جيدًا ونرد الفضل لأهله، فمحل مصر وشعبها في قلوبنا قيادةً وشعبًا كمحل الروح من الجسد.
خلاصة القول: إن المُتعمِّق في أهداف الزيارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمؤسسات الدينية، والبرلمانية، والعلمية المصرية، والتي لا يستهان بثقلها وأثرها على العالمين العربي والإسلامي، يعي تمامًا أنها لم تأتِ من فراغ، كما أنها لم تكن وليدة الصدفة، بل هي بصيرة واستشراف خادم الحرمين الشريفين للخطر المحدق بالمنطقة العربية من كل حدبٍ وصوب، وحرص كل من الجانبين المصري والسعودي على النأي بالمنطقة العربية عن دوائر الصراع الذي لن تتمكن دول المنطقة من دحره إلا بتوحيد الصفوف ونبذ أبواق الفتنة التي تسعى لتفتيت الأوطان وتجريف شعوبها، ولن يتم لنا ذلك إلا باتحاد المواقف وتكاتف الأيدي والتحالف والتضامن لخلق قوة ردع يهابها أعداء الأمة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store