Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وطور سينين .. وهذا البلد الأمين

عندما أقسم الله سبحانه وتعالى في سورة التين بطور سينين، وهو الجبل الذي كلَّم الله عليه سيّدنا موسى عليه السلام، ثم يتلوه بالقسم بالبلد الأمين، وهو مكة المكرمة، التي نزل بها الوحي على سيّدنا محمد صلّى

A A
عندما أقسم الله سبحانه وتعالى في سورة التين بطور سينين، وهو الجبل الذي كلَّم الله عليه سيّدنا موسى عليه السلام، ثم يتلوه بالقسم بالبلد الأمين، وهو مكة المكرمة، التي نزل بها الوحي على سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلم، فإن ذلك يعني أن هنالك ترابطًا وثيقًا ومُستدامًا بين هذين المكانين، إما في أحداث النبوة أو ما بعدها، أو قد يكون في طبيعة المكان أو في مسار الزمان، وقد يكون فيها مجتمعة، وفي كل الحالات لابد وأن ننظر إلى ذلك من عدّة زوايا، ونستنتج منها العبر والدروس والدلالات، التي حثَّ عليها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه العظيم بالتدبُّر والتفكُّر، وبما أن إعجاز القرآن قد يمتد من عصر نزوله إلى عصورٍ مقبلة، فاحتمال الترابط سيبقى موجوداً أيضاً في كل الأزمنة والأمكنة، ولعل الأحداث الدامية والصراعات الطائفية والسياسية التي تعيشها منطقتنا العربية على وجه التحديد في هذه المرحلة الزمنية، والتي ذهب ضحيتها الكثير من الأرواح البريئة، والدمار البيئى، وتنامت فيها الكثير من الخلافات الطائفية، ونال الدين الاسلامي الحنيف منها الكثير من ممارسات التشويه والتضليل.
وفي ظل تلك الأحداث الدامية، يبرز بصيص من الأمل بقدوم مرحلة الاستقرار المنشود، وإزالة الكثير من مسبِّبات تلك الصراعات، كان ذلك في زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لجمهورية مصر العربية، خاصة وأنه قد حمل معه -حفظه الله- الكثير من الملفات الساخنة التي تستوجب الحل من قبل الدولتين الكبيرتين، ذواتي الثقل السياسي والاقتصادي العالمي، المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وهذا فعلاً ما حدث على أرض الواقع، حيث كان من أبرز القرارات التي تمت: اتحاد الدولتين في آلية محاربة الإرهاب بكل صوره، وفتح آفاق تعاون عربي مستقبلي من خلال ربط القارتين الآسيوية والإفريقية بجسر الملك سلمان الذي سيربط بين البلدين، وسيكون أحد المعابر الإستراتيجية الرابطة لأجزاء الوطن العربي. ولعل ترسيم الحدود البحرية بين المملكة ومصر، وعودة جزيرتي تيران وصنافير اللتين سيمر عليهما الجسر من قلب سيناء إلى المملكة العربية السعودية، سيعود بالخير العميم على البلدين بصفةٍ خاصة، والوطن العربي بصفةٍ عامة.
ومن الجانب الشرعي كان لزيارة خادم الحرمين الشريفين للأزهر الشريف كثير من الدلالات المهمة لإيجاد الآلية الناجعة لمحاربة الفكر الإرهابي المتشدد من قِبَل الطوائف الإرهابية، من خلال عمل المؤسستين الدينيتين في جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وهذا أمر في غاية الأهمية لإصلاح ما أفسدته تلك الفصائل الإرهابية المتشددة. والله من وراء القصد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store