Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دور المرأة المحامية.. وثقافة المجتمع تجاهها

إن صدور قرار ممارسة المرأة لمهنة المحاماة منذ عامين-تقريبًا- قد أثلج صدور المحاميات، اللاتي يتفهمن أن تأخير قرار مزاولة مهنة المحاماة بالنسبة للمرأة، وصدوره منذ عامين فقط، يعود لدراسته بشكلٍ متفحِّص م

A A
إن صدور قرار ممارسة المرأة لمهنة المحاماة منذ عامين-تقريبًا- قد أثلج صدور المحاميات، اللاتي يتفهمن أن تأخير قرار مزاولة مهنة المحاماة بالنسبة للمرأة، وصدوره منذ عامين فقط، يعود لدراسته بشكلٍ متفحِّص من قِبَل وزارة العدل والجهات المختصة الأخرى، والآن وبعد منح العديد من المحاميات رخصة مزاولة المهنة، نسمع تصريحًا من أحد الزملاء يقول بأن عمل المرأة في المحاماة لا يجد إقبالًا من المجتمع، فثقة المرأة في الرجل أكثر من ثقة المرأة في المرأة، وهنا أرى أن الزميل قد ناقض رأيه، عندما ذكر أن المرأة لديها صبر على البحث ودراسة الموضوع بشكلٍ يفوق قدرة الرجل، فيكف يكون المحامي ناجحا بدون بحث مستمر في الأنظمة والقوانين؟!
بمجرد حصول المحامية السعودية على رخصة مزاولة مهنة المحاماة، يعني دخولها المحاكم للمرافعة، ومراجعة أقسام الشرطة، وأيضا يمكن أن تقوم بعملها من داخل المكتب من خلال الاستشارات القانونية ودراسة القضايا والرد عليها بمذكراتٍ قانونية، علمًا أن هناك العديد من المحاميات السعوديات قمن بالمرافعات في قضايا عدة بموجب وكالات شرعية، وقد أثبتن جدارتهن وقدرتهن على ذلك. و لا ننسى أن هناك ناشطات حقوقيات قدمن خدمات جليلة للعنصر النسائي قبل صدور قرار منح المرأة تصريحا لمزاولة مهنة المحاماة، خاصة أن الكثيرات من السيدات لا يُفصحن عن بعض الأسرار للمحامين الرجال، بسبب العادات والتقاليد التي تربّت عليها المرأة بمجتمعنا المحافظ، مما جعلها عنصرا منافسا قويا للرجل في مجال المحاماة، وهذا ما جعل البعض يستنكر دور المرأة المحامية، ويصفه بالاقتصار على الأعمال القانونية والاستشارية داخل المكتب فقط، مع اعتراف بعضهم بمهارة المرأة في هذا المجال، وفى نفس الوقت يناقض موقفه برفض عمل المرأة كمحامية.
أما بالنسبة لنظرة المجتمع، والمشكلات التي يمكن أن تواجه المحامية السعودية في عملها، فأعتقد أن المجتمع مُتفهِّم لدور المحامية، خاصة أن السماح لها صادر من وزارة العدل، والمجتمع بحاجة لها، والدليل على ذلك عدد العملاء المسجل لدى المحاميات، وكذلك عدد الوكالات الممنوحة لهن. وهنا أشير إلى نقطة هامة: أن البعض يعتقد عدم تقبُّل القضاة للمحامية كونها سيّدة، وهذا على العكس تمامًا، القضاة يتعاملون مع المحامية على أنها شخص يؤدي مهمته التي أوكل بها. إذًا هذا ليس عائقًا أمام المحاميات السعوديات، وخاصة أنهن على وعى كافٍ باحترام وهيبة المكان الذي يترافعن فيه، والعبرة في النهاية بقوة الحجة المقدمة والمستندات وأسلوب المرافعة أمام القاضي.
المحامية تعلم جيدًا دورها في خدمة العمل العدلي، فالمحامون والمحاميات شركاء في تحقيق العدالة، ويقع على عاتقهم مسؤولية كبرى. بالإضافة إلى وجوب احترام إجراءات التقاضي، والعمل وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة. المحاميات يعملن في مجال القانون، وهي مهنة مثلها مثل الطبيبة والمهندسة والمعلمة، فالمرأة هي المعلمة التي علّمت الطالب، الذي أصبح محاميًا، ومن ثم أصبح قاضيًا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store