معاناة مُمارس صحّي سعودي

وصلتني رسالة من الـمواطن عبدالكريـم علي الناشري، رأيتُ من الـمناسب نشرها كمثال على ما يواجهه بعض الكفاءات السعودية الوطنية من مـماطلة وبـطالة غير مبـررة.
يقول الأخ عبدالكريـم: «أنا فنـّي بصريات سعودي الـجنسية، مُـتخرج من إحدى الـجامعات السعودية منذ 5 سنوات، وحصلت على تصنيف «الـهيئة السعودية للتخصصات الصحية» منذ عام 2011، ولم ألتحق بأي عمل حكومي حتى الآن، وقد انتهت صلاحـية بطاقة التصنيف عام 2013، ومنذ ذلك الوقت لـم أتـمكّن من تـجديدها لأسباب أهـمّها ضرورة أن أكون على رأس العمل الذي لـم أتـمكن من الـحصول عليه، واستغرقتُ حوالى 9 أشهر في مراجعات متكررة لـمقر «الـهيئة السعودية للتخصصات الصحية» بـمدينة جدة دون فائدة، وذلك لكـثـرة طلباتـهم وإجراءاتـهم الـمعقّدة والتي يعاني منها معظم الـممارسين الصحيين، وقد باءت جميع مـحاولاتـي تـجديدها بالفشل، ونتيجة لذلك، اضطررت للعمل كحارس أمن في إحدى الشركات، وعندما قررت أن أفتح مشروعي الخاص في تخصصي الصحي (مركز بصريات) وطلبتُ ترخيصًا من الشؤون الصحية بالقنفذة تـم رفض طلبي بسبب انتهاء صلاحية بطاقة هيئة التخصصات الصحية!! فأصبح الوضع متأرجحًا، فإن طلبتُ تـجديد البطاقة قيل لي لابد أن تكون موظفًا، وإن ذهبتُ أطلب ترخيصًا لمركز البصريات، طلبوا مني بطاقة تصنيف وترخيص مهنـي سارية الـمفعول من الهيئة!!».
ويـمضي عبدالكريم في سرد معاناته: «أرسلتُ عدة خطابات إلى وزير الصحة وإلى الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية وأيضًا إلى مدير الشؤون الصحية بالقنفذة، ولم أجد أي تجاوب منهم، علمًا أن انتهاء صلاحية هذه البطاقة حرمني من أكثر من مسابقة وظيفية تابعة للوزارة ومستشفيات الحرس الوطني وقوى الأمن ووظائف التشغيل الذاتي، حيث أن أهم شرط للحصول على الوظيفة أن تكون البطاقة سارية الـصلاحية».
أضع السطور السابقة بين أيدي الـمسؤولين المعنيين، للتعليق والتدخّل السريع لـحل مثل هذه الـمشكلات العالقة، وأحتفظ لديّ بأرقام التواصل معه ومستندات توضّح ما يدّعيه من معاناة، فمن الـمزعج مواجهة عدد من الـممارسين الصحيين أنظمة غير متناسقة ومُـماطلات وبطالة غير مبررة في ظل انتشار غير السعوديين في وظائف يُـمكن إشغالـها بكفاءات سعودية، والـحديث عن «التحوّل» في القطاع الصحي الذي من أهم أوّلياته – حسب المنطق السليم – الاهتمام بالكفاءات الوطنية والارتقاء بإمكانياتـهم، وتطوير أنظمة تـحفظ حقوقهم وبدلاتـهم وكرامتهم.