زلزال بنما

العمل الإلكتروني على قدر أهميته في تسهيل عمليات الحفظ والأرشفة، على قدر ماهو سريع في تسريب وتداول وكشف هذه الأرشفة، فقد تسرب من بنما ملف ممغنط، يضم 11.5 مليون وثيقة، خرجت من أرشيف مكتب المحاماة الشهير هناك، موساك فونيسكا، لفترة الأربعين سنة الماضية.
المثير في أوراق بنما، أن العديد من الشخصيات العالمية وردت أسماؤها، وأطارت الفضيحة بعدد من الرؤوس ولكن ليس كما هو متوقع، إذ أن الوضع متروك للإجراءات القانونية التي ينتمى لها هؤلاء، فبعض الدول لا يهتم، وبعض هذه الشخصيات قد توفي، والبعض آثر الاستقالة مبكرًا، مثل وزير الصناعة الإسباني، ورئيس وزراء ايسلندا، والبعض قرر شرح ملابسات الموضوع مع البرلمان مثل ما فعل ديفيد كاميرون.
لماذا بنما؟ لأن قوانين الضرائب فيها فضفاضة، وإجراءات تسجيل الشركات يتم ورقيًا، مما يتيح لمن يريد العمل تحت ستار وهمي اختيار بنما، كقاعدة عالمية ينطلق منها في أمان تام من الملاحقات القانونية، فالسؤال المحرم الوحيد في تلك الجزيرة النائية، هو (من أين لك هذا؟).
تقع بنما بين القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، وفيها قناة بنما الشهيرة التي أستغرق حفرها عشر سنوات بإشراف وإدارة أمريكية، وتربط خطوط الملاحة بين المحيطين الأطلسي والهادي، ثم تم تسليمها إلى حكومة بنما بعد الاستقلال، بعد عقد تشغيل أستمر 85 عامًا، وهي نصف طول قناة السويس، حيث ان قناة السويس تمتد 160 كم، وبنما فقط 80 كم.
التسريبات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فإن موقع ويكليكس، الذي أسسه الأسترالي جوليان أسانج لازال يعمل بكفاءة، والمطلوب الدائم، هو الحذر من الأرشفة الإلكترونية.
#القيادة_نتائج_لا_أقوال
يقول الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون: الفرص الاستثمارية مثل الباصات، إذا فاتك واحدٌ، حتمًا ستجد هناك آخر قادمًا.