Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بعد القمة الإسلامية.. ماذا بقي لإيران؟!

حين أدان مجلس التعاون الخليجي تدخلات إيران في شؤون الدول المجاورة، ووضع ما يسمى بحزب الله في دائرة الإرهاب، زعم أذناب إيران أن ذلك تكتل خليجي ضدها، وتكرر هذا الزعم حين صدرت الإدانة نفسها عن جامعة الدو

A A
حين أدان مجلس التعاون الخليجي تدخلات إيران في شؤون الدول المجاورة، ووضع ما يسمى بحزب الله في دائرة الإرهاب، زعم أذناب إيران أن ذلك تكتل خليجي ضدها، وتكرر هذا الزعم حين صدرت الإدانة نفسها عن جامعة الدول العربية، فماذا يمكن أن يقول أُجَراؤها وأذنابها اليوم بعد أن أدانت أفعالها الأمة الإسلامية مجتمعة، حين أقرت القمة الإسلامية الثالثة عشرة إعلان أسطنبول مُديناً لإيران ومؤكداً تورطها في تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ما دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني لمغادرة القاعة وقت تلاوة البيان الختامي احتجاجاً على إدانة البيان لإيران وما يسمّى حزب الله، ومما جاء في هذا البيان: عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورفض التصريحات التحريضية وإدانة تدخلات وعمليات حزب الله اللبناني واعتبارها إرهابية، وبذلك تزداد دائرة عزلة إيران بعد أن عُزلت خليجياً من دول جوارها، وعربياً من الدول العربية في محيطها وخارج محيطها، والآن إسلامياً من كل الدول الإسلامية دون استثناء، ولا يمكن القول بأن رفع العقوبات عنها دولياً قد خفف من عزلتها، فلا زالت كل دول العالم الغربي خصوصاً تنظر إليها بعين الشك والريبة، وليس بينها وبين إيران ثقة كاملة أو شبه كاملة، ويترقب العالم كله ما ستتمخض عنه الانتخابات الرئاسية الأمريكية القريبة جداً من نتائج قد تقلب الاتفاق مع إيران رأساً على عقب.
وقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خطابه أمام القمة، وضع العالم الإسلامي كله عند حقيقة وطبيعة التدخلات الإيرانية السافرة وانعكاسات هذه التدخلات الخطيرة في إثارة الفتن والانقسامات والنعرات الطائفية، ودعم إيران للمليشيات المسلحة بهدف زعزعة أمن واستقرار العالم الإسلامي. كما ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مخاطر المذهبية والعرقية والإرهاب في إشارة واضحة إلى ما تبثه إيران من فتن مذهبية ودعوات شعوبية. ويبدو أن العقلاء والشرفاء من الإخوة الشيعة العرب قد تنبهوا إلى خطر إيران الداهم عليهم وزجهم في صراعات مع أبناء جلدتهم من إخوتهم السنة في بلادهم العربية، فبتنا نسمع لأول مرة تصريحات إعلامية علنية من الرموز الشيعية العربية الكبرى تندد بولاية الفقيه وتبشر بسقوط نظام إيران قريباً جداً، ومن أبرز هؤلاء السيد محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي الذي ذكر في لقاء مطول معه في قناة سكاي نيوز عربية أن «ولاية الفقيه ستسقط عما قريب في ظل ما ظهر مؤخراً من خلافات وما ذكر مؤخراً من مرض خامنئي وما أتانا مؤخراً من هناك من الوضع الاقتصادي المزري، وأؤكد أن تدخل إيران اليوم في العراق وسورية سيعجل في سقوط هذا النظام».
وها هو مسمار آخر يدق في نعش نظام ولاية الفقيه من مرجعيات شيعية عربية مرموقة، تضم إلى تصريحات مشابهة لبعض معتدلي الشيعة في لبنان ممن لم يبيعوا أنفسهم إلى إيران كما فعل حسن نصر الله الذي لا يمثل وزبانيته كل شيعة لبنان أو أغلبيتهم، ولا نعلم كيف ستواجه إيران كل هذا الحشد الخليجي والعربي والإسلامي ضدها إضافة إلى هذا الانقسام الكبير في البيت الشيعي وظهور أصوات قوية كصوت السيد محمد علي الحسيني، تدين جرائمها وتدخلاتها وتبشر بقرب سقوطها، فماذا بقي لإيران اليوم بعد بيان القمة الإسلامية الحاسم، سوى الانتهازيين والمنتفعين من بعض السياسيين الفاشلين في سورية والعراق ولبنان؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store