Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أوراق بنما : فضايح بالجملة!

ما هي يا ترى أوراق بنما؟ ما هي الأسرار الهائلة التي يحتفظ بها مكتب المحاماة البنمي (موساك فونسيكا)؟

A A
ما هي يا ترى أوراق بنما؟ ما هي الأسرار الهائلة التي يحتفظ بها مكتب المحاماة البنمي (موساك فونسيكا)؟ يُقال إنه قد تم تسريب أكثر من 11 مليون وثيقة دون علم المكتب (أو بعلمه!!)، وفيها من الأسماء اللامعة من دول شتَّى، ومن أنشطة شتَّى الشيء الكثير، رؤساء دول من أمثال بوتين في روسيا، وماركي في الأرجنتين، ورؤساء حكومات من أشهرهم رئيس وزراء آيسلندا سيغموندور غوفلاوغسون.
في الأوراق لا شك أسرار كثيرة، منها ما سيُحاول الإعلام طمسه أو المرور عليه مرور الكرام، ومنه ما سيُلقى عليه الضوء، ولكن من زوايا مختلفة، ولعلّ المراقب للأحداث لا يفوته الاستمتاع بهذه المناورات الشيّقة التي تحاول اللعب على أكثر من حبل حتى تحظى بالرضا وتتشبث بالسلامة.
ففي آيسلندا، حاول رئيس الوزراء المستقيل ألاّ يفعل، وأن يُبرِّر فعلته الشنعاء التي لا تزيد عن شبهات حول تجنب دفع الضرائب من خلال صلاته وصلات زوجته بشركة أجنبية مسجلة في جزر العذراء البريطانية، والتي عادةً ما تكون مطية للتهرُّب من دفع الضرائب، وضرائب الدول الإسكندنافية (ومنها آيسلندا) عالية، للظهور قاصمة، لكن مقابل خدمات مجانية تصل حد الرفاهية، سواء كان تعليمًا أم تطبيبًا، أم برامج اجتماعية أو خدمات بلدية.
لقد استقال معالي رئيس الوزراء، ولو شاء الاستمرار لما استطاع، إذ دعت أحزاب المعارضة مباشرة إلى سحب الثقة منه وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
في بعض البلدان (ومنها آيسلندا) ثمة أخطاء لا تُغتفر، لا لكونها كبيرة فحسب، وإنما لأن لها ما بعدها إذا غُض الطرف عنها، إذ تبدأ الحلقة المفرغة بالسكوت على (المُفسد) فلان، أو (الفاسد) علاّن، ثم زيد ثم عبيد، ثم تنفرط السبحة فلا تلمس إلاّ فسادًا شائعًا، يخفي وراءه أسماء مستترة وضمائر مبنية للمجهول، ولا يدفع الثمن في النهاية إلاّ الشعوب والمجتمعات.
ملخص الدرس الأخير هو أن حبل الكذب قصير، وأن التحايل لا بد من انكشاف عواره يومًا ما.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store