Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التحالف الإستراتيجي.. وصناعة الصواريخ

إن مجلس التعاون الإستراتيجي السعودي التركي الذي أُسِّس مُؤخَّرًا سعيًا للمزيد من العمل المشترك، وتعزيز العلاقات في كل المجالات، لخدمة الأمن والاستقرار في المنطقة، والذي أسفرت عنه زيارة الملك سلمان -يح

A A
إن مجلس التعاون الإستراتيجي السعودي التركي الذي أُسِّس مُؤخَّرًا سعيًا للمزيد من العمل المشترك، وتعزيز العلاقات في كل المجالات، لخدمة الأمن والاستقرار في المنطقة، والذي أسفرت عنه زيارة الملك سلمان -يحفظه الله- لأنقرة، يُشكِّل نقلة نوعية في التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي والتجاري بين البلدين الإسلاميين الكبيرين، وقد جاء تأسيس هذا المجلس انطلاقًا من التوجيه القرآني الحكيم: (وتعاونوا على البر والتقوى)، ولقي مشروع التحالف الإستراتيجي تأييدًا كبيرًا من مواطني البلدين، وفي كثير من بلاد العالمين العربي والإسلامي، خصوصًا أنه من المتوقع أن يُحقِّق من المنجزات ما قد بدا فيما مضى أنه ضربٌ من المعجزات، لا سيما لو انبثق عن المجلس الاستراتيجي تحوُّل نحو تصنيع المنتجات الحربية المتقدمة، خصوصًا صناعة الصواريخ، فلقد مارس العالم الغربي حصارًا تقنيًا لعقود طويلة على العالم الإسلامي أجمع في تقنيتين اثنتين، التقنية النووية وتقنية الصواريخ، ولعل ذلك المنع والحصار الظالم -بفضل الله ثم بتكاتف الدول الإسلامية- يكون شيئًا من الماضي.
ومن المعلوم للمتابعين، كم للصواريخ -عمومًا والمحمولة على الأكتاف بشكلٍ خاص- من فاعلية قتالية على الأرض في ساحات المعارك المعاصرة، فهي لا ريب إضافة إلى الصواريخ الطوّافة وبقية عائلة الصواريخ حتى يبلغ التسلسل إلى الصواريخ البالستية العابرة للقارات، أسلحة نوعية تُؤثِّر كثيرًا في صناعة الانتصارات الإستراتيجية والتكتيكية الميدانية، لاسيما الصواريخ المحمولة على الأكتاف؛ التي يستطيع الأفراد حملها، واستهداف الطائرات الصائلة في أجواء البلدان الخالية من دفاعات جوية فاعلة، كما هو مطلوب لصالح المقاومة الإسلامية السورية حاليًا.
وفي الوقت الذي تنعقد فيه القمة الخليجية الأمريكية التي صرَّح من خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن الخليج، وأنها لن تسمح بالتدخل الإيراني في المنطقة العربية، يرى الكثير من الإستراتيجيين والمحللين بأنه من ضمن أهداف زيارة أوباما للمملكة السعي للتهدئة؛ على خلفية قيام الكونجرس الأمريكي بتمرير مشروع قرار يسمح لأسر ضحايا هجمات سبتمبر بمقاضاة حكومات أجنبية؛ قد يكون من بينها المملكة، خاصة بعد أن لوَّح وزير الخارجية السعودي بإمكانية بيع المملكة سندات أمريكية قُدِّرت بنحو ٧٥٠ مليار دولار، إذا مرَّر الكونجرس الأمريكي هذا المشروع.
عودًا على ذي بدء إلى فاعلية الصواريخ كسلاح نوعي على الأرض، فإن البنتاغون يرفض تزويد المقاومة السورية المعتدلة -حسب التصنيفات الغربية- بالصواريخ المحمولة، لتُشكِّل نوعًا من الحماية ضد طيران نظام الأسد والطيران الروسي القادم من وراء البحار والقفار ليقتل ويُهجّر المسلمين من أهل السنة بالشام، وكذلك يفعل طيران «البراميل» السوري المجرم ضد أبناء شعبه، فيما لا يُحرّك النظام السوري ساكنًا ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يصول ويجول ويصر على عقد اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي بالهضبة، إيذانًا منه بضمّها للدولة الصهيونية الكبرى.. ولا مجلس أمن يُهدِّد، ولا مجتمع دولي يُندِّد.. ولا دفاع عربي مُشترك يُؤمل.
ومع الانهيار المتوقع لما يُسمَّى بمحادثات جنيف للسلام، ستعود سوريا إلى مُربَّع الصفر، وسيحتدم الصراع الإستراتيجي الهام لمصير الأمة الإسلامية، وسيحتاج النصر -بعد إرادة الله- إلى تزويد المقاومة السورية بأسلحة نوعية للحسم. ونرجو من الله أن تكون من بواكير مشاريع التعاون المشترك لمجلس التعاون الاستراتيجي بين السعودية وتركيا -والذي أسفرت عنه زيارة الملك سلمان أيده الله لتركيا- عن تعاون في مجال صناعة الصواريخ المتطورة بين البلدين، لتمتلك الأمة بذلك تقنية عالية المستوى تصنع النصر بإذن ربها.. والله ولي التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store