Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«إستراتيجية هيئة المحامين».. الأخلاق ثم المال

انعقدت ورشة عمل «إستراتيجية الهيئة وتطلعات المحامين»، تحت رعاية معالي وزير العدل ورئيس مجلس إدارة الهيئة الدكتور وليد الصمعاني بمدينة جدة يوم الثلاثاء 12/7/1437هـ وسط حضور رائع وكبير من المحاميات والم

A A
انعقدت ورشة عمل «إستراتيجية الهيئة وتطلعات المحامين»، تحت رعاية معالي وزير العدل ورئيس مجلس إدارة الهيئة الدكتور وليد الصمعاني بمدينة جدة يوم الثلاثاء 12/7/1437هـ وسط حضور رائع وكبير من المحاميات والمحامين، وكان الغرض الرئيس من انعقادها هو: استطلاع ورصد آراء الزميلات والزملاء وتطلعاتهم لمهام الهيئة، وما هو المنتظر منها لخدمة مهنة المحاماة، والسموّ بها كونها من أرفع المهن الحرّة التي تَخدم المجتمع، فلا يمكن فصل المحاماة عن العدالة، فهي مهنة تمتثل لأخلاق العدل وصفاته، فالمحامي شريك القضاء حتى يتحقَّق العدل، ومن أبرز اهتمامات الهيئة التي تم طرحها هي زيادة القدرة الاستيعابية لأنشطة المحاماة، وتعزيز الممارسات الرائدة لتشغيل مكاتب المحاماة، وانتخابات الجمعيات المهنية، بالإضافة لذلك ما تعمل عليه الهيئة بوضع لائحة أخلاقيات المهنة، أحكام المعونة، لائحة تصنيف المحامين، التأهيل والتدريب.
مجهودٌ كبيرٌ على العاملين عليها، بالإضافة إلى ما يقع على عاتقهم من مسؤوليات لا يُستهان بها، فمن الطبيعي أن نشكر رئيس وأعضاء الهيئة السعودية للمحامين، وما يُقدِّمون من عملٍ للمحاميات والمحامين على حدٍّ سواء، وظهر ذلك واضحًا بإتاحة الفرصة للمحاميات لإبداء آرائهن ومداخلاتهن أثناء الحوارات المفتوحة.
فقد قدمت المحامية الأستاذة «أميرة القوقاني» محورًا تحت عنوان: (قصة محامية)، وتضمّنت كلمتها، أهمية الدعم الأسري للمحامية لتنجح وتبرع في مهنتها، وكيف أن المحامية نالت ثقة المجتمع في تولِّي القضايا بمختلف أنواعها، «التجارية والمدنية والعمالية والجنائية»، وليس فقط «الأحوال الشخصية»، كما تطرّقت إلى تطلعات المحاميات، وما يأملنه من الهيئة لتحقيقه، كما أبرزت أن جزءًا من المجتمع مازال في مرحلة أوليّة من إدراك حقيقة مهنة المحاماة للمرأة، وهذا لا يتعلق بالمجتمع فحسب، بل وكذلك ببعض الزملاء لها في نفس المهنة.
وفي نفس السياق، وتعقيبًا على مقالي الأسبوع الماضي تحت عنوان: «دور المرأة المحامية.. وثقافة المجتمع تجاهها»، في هذه الورشة أثبت لي بعض الزملاء -صحّة وجهة نظري التي طرحتُها في المقال- بتصرُّفهم غير المقبول وانصرافهم عند بداية محور (قصة محامية)، وخلقهم تشويش وعدم اكتراث بالزميلات والزملاء المهتمِّين لهذا المحور، والراغبين في الإنصات. فكيف يصدر هذا التصرُّف ممَّن يجب أن يكون على قدرٍ عالٍ من التقدير والاحترام والانضباط؟!
وهذا الموقف جعل كبار أساتذتنا القديرين يعتذرون عما قام به قلّة من الزملاء، وردّة فعل هؤلاء الأساتذة زاد من احترامي وتقديري لهم، فهُم كِبار بأخلاقهم قبل عِلمهم، والحمد لله الكلمة بكل ما تضمّنتها من طلباتٍ وصل صداها لأبعد ما تصوّرنا، وأشاد بها الجميع وبمهنيتها وحرفية الأداء والإلقاء، وأود التأكيد بأني وزميلاتي المحاميات واعيات وطموحات ومجتهدات وملتزمات، وسنصل للمكانة التي نطمح لها يومًا، وعندها فقط سيتذكَّر من غادر المسرح أنه كان مُخطئًا في نظرته لنا.
أتمنى من الزملاء -الذين لم يكترثوا بالزميلات والزملاء المهتمين بمحور (قصة محامية)- أن يراجعوا موقفهم في هكذا تصرُّف، لأنهم ينتمون لمهنة نبيلة توجب عليهم احترام الناس والإنصات إليهم، مثلما يحترمون الأنظمة والقوانين، فقانون التعامل مع الناس هو أساس النجاح، وقد قال الدكتور القدير «مجاهد الصواف» في هذا الملتقى ناصحًا لنا: (الأخلاق، الأخلاق، الأخلاق، الأخلاق ثم المال).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store