Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

د. عبدالله العثيمين.. إحساس العروبة

فقدت الساحة الثقافية يوم الثلاثاء 12/7/1437هـ، 19/4/2016م، علماً من أعلامها، هو الدكتور عبدالله العثيمين، بعد معاناةٍ مِن المرض، جعله الله له أجراً وطهوراً.

A A
فقدت الساحة الثقافية يوم الثلاثاء 12/7/1437هـ، 19/4/2016م، علماً من أعلامها، هو الدكتور عبدالله العثيمين، بعد معاناةٍ مِن المرض، جعله الله له أجراً وطهوراً.
عبدالله العثيمين علم في التاريخ، والأدب، واللغة، والأكاديمية، هو مؤرخ بارز في التاريخ الوطني، ترك فيه مؤلفات ومترجمات ستبقى مصدراً من مصادره، وتخرج على يديه مئات الطلاب في الدراسات الجامعية والعليا، وهو أديب يُشار إليه بالبنان، كتب المقالة، وأبدع الشعر الفصيح والعامي، وله في كل ذلك دواوين مطبوعة، وله شعر لم يُطبع، واعتاد في مستهلّ الاحتفال بجائزة الملك فيصل العالمية أن يشنف آذان الحضور بأبياتٍ في المناسبة، وهو عالم في اللغة العربية، وعضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة.
اتسمت مقالاته بالحس العربي، لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، فقد نصح قومه وأخلص لهم النصح، وعبَّر أن ألمه من آلام العرب، أمَّا شعره فقد نبضت قصائده بمواجع العرب، وأعلنت عن أشياء كثيرة لم يستطع غيره أن يبوح بها، فكان إحساس العروبة وآلامها، مما نالها من الاحتلال وإثارة الطائفية مما ذخرت به قصائده، وظلت مسيطرة على شعره، وعلى مقالاته، في تحذير صريح للعرب، مما نالهم من نكبات، ومما هم فيه من فرقة وخلاف واختراق من العدو لصفوفهم؛ من خلال الطائفية البغيضة التي جذَّرت الاحتلال.
عاش حياة زاخرة بالعطاء ما بين مولده إلى رحيله (1355 – 1437هـ)، تنوعت بين التدريس والبحوث، والترجمة والإبداع، وقد ترك آثاراً في ذلك ستبقى عمراً ثانياً، ومنهلاً تنهل منه الأجيال في مجال التاريخ والأدب، عرفته عضواً في مجلس الشورى من خيرة الأعضاء في الرأي والمشورة، يسند ذلك بالإحساس الوطني والإخلاص في الأمانة، وهو مضرب المثل في التواضع، وحُسن الخُلق والبُعد عن الزهو والخيلاء.
لقد خلا مقعده في المجالس الثقافية التي كان يعمرها بمحاضراته ومشاركاته، وخلا مكانه في القاعات الجامعية، وخلا منبر جائزة الملك فيصل العالمية من إعلانه للفائزين، وفقد الشعر شاعراً، وفقدت المقالة كاتباً، وخسر العرب والعروبة ناصحاً أميناً يعتلج قلبه بآلامهم، وينبض إبداعه بإحساس العروبة، الذي لم يتخلَ عنه في كل أطوار حياته. وخسرت الثقافة بشكلٍ عام والتاريخ الوطني بشكلٍ خاص مؤرِّخاً وطنياً، وهوى علم من أعلام الثقافة والوطن؛ لا نملك إلا الدعاء له بالرحمة، وأن يكون منزله جنان الفردوس.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store