Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لماذا تتأزم العلاقات بين أمريكا والعرب؟

الإجابة على هذا السؤال يمكن أن تلخص في كلمتين فقط السبب إسرائيل!

A A
الإجابة على هذا السؤال يمكن أن تلخص في كلمتين فقط السبب إسرائيل! نعم أن وجود إسرائيل في قلب العالم العربي بالشكل الذي أوجدت به وبالدعم الذي تحظى به وممارساتها الإجرامية المنظمة ضد العرب هي سبب معظم المصائب التي حلت بالشرق الأوسط ومن يقول خلاف ذلك فعليه أن يوجد عالمًا آخر يعيش فيه. وإذا فهم ذلك السبب جيدًا فعلينا أن نلقي باللوم على أمريكا التي خلقت المشكلة واستمرت في رعايتها بشكل مطلق وبدون حدود. إن أمريكا الدولة العظمى تقدم مصالح إسرائيل على مصالحها في المنطقة وهي تفعل ذلك علنًا ولا تخشى من أي جهة تنتقد نهجها السياسي في المنطقة، وأمريكا لا تفعل ذلك عن جهل ولكنها تفعله عن علم وسابق إصرار لأنها مرتبطة بعقد مقدس مع الصهيونية العالمية ولا تستطيع نقض ذلك العقد مهما كانت المبررات. وفي الجانب الآخر هل يفهم العرب موقف أمريكا وماذا عملوا لتغيير تلك السياسة؟ وهنا تأتي الإيجابية قاصرة عن أي منطق لأن أمريكا بيدها مفاتيح اللعبة لمن يبقى ومن يذهب والكل يريد البقاء. والقوة الأمريكية من قمة الهرم إلى أدناه تدرك مدى التحدي الذي يمثله انتصار العرب وهي لا تريد لهم أي انتصار، وقد نجحت السياسة الأمريكية في جعل الكل مرتبطًا بها سياسيًا واقتصاديًا بالقوتين الصلبة المتمثلة في شراء الأسلحة واستخدامها والقوة الناعمة ونماذج الحياة الكمالية بشتى أنواعها وكل جيل يأتي يصبح أكثر تأثرًا بتلك النماذج ومخرجاتها.
زيارة باراك أوباما الأخيرة لم تأت بجديد لأن الإدارة الإمريكية تسير حسب معايير مؤسساتية تحكمها السياسة الإستراتيجية بعيدة المدى المرسومة عبر قنوات متعددة وعندما يتخذ القرار فمن الصعب تغييره ويبقى العمل موجهًا للعمل على كيفية التنفيذ مع الحفاظ على المصالح المرتبطة بإستراتيجية أمريكا العامة.
الدول العربية أيًا كان نظامها ملكيًا، جمهوريًا، أميريًا، لا تستطيع التخلي عن القضية الفلسطينية لأن الأمة العربية مرتبطة روحيًا بالقدس وما لها من أثر على كل المسلمين ولأنها كانت نقطة سجال بين المسلمين والعالم المسيحي/ اليهودي من بداية الإسراء والمعراج إلى أبد الآبدين. احتكار الحل.. ولا حل.. من قبل أمريكا للقضية الفلسطينية كان ولا يزال وسيظل مصدر التأزم في العلاقات مع أمريكا حتى ولو انسحبت أمريكا من المنطقة بالكامل سيكون معقلها الأخير إسرائيل. والتقارب مع إيران يضمن وجودها بالعرب وبدون العرب حسب نظرة بعض الأمريكان والجدل الدائر داخل أمريكا حول الإرهاب والطاقة والتقارب مع إيران على حساب العرب.
الملك سلمان مطلع على كل ذلك ولديه الإرادة للإقدام على مبادرات مغايرة لما تراه أمريكا مثل عاصفة الحزم والموقف من سوريا والتحكم في مصادر الطاقة ويعلمون الجدية فيما يخص القضية الفلسطينية عندما يأتي الوقت المناسب وأمريكا في كل اتصالاتها تصر على تكرار كلمة لا نريد مفاجآت في المنطقة لأنها تعرف أن الوضع تغير وأن الاحتمالات واردة وهي قلقة من ذلك.. والرياض بإمكانها أن تعاكس أمريكا ولا تخسر العلاقات معها مثل ما فعلت فرنسا عندما قام شارلز ديجول بطرد النيتو من فرنسا ومثل ما فعل الملك فيصل في عام 1973م عندما أوقف ضخ البترول تضامنًا مع مصر. وحدة القرار في مجلس التعاون الخليجي والتقنية الحديثة وقوة الاقتصاد والانفتاح الأوسع على مصادر السلاح تفتح المجال لاستقلالية القرار.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store