تصحيح المسار وإزالة العوائق

البعض يسخر من الإفراط في استخدام عبارة «الخصوصية» إلا أن مكة شرفها الله لها خصوصيتها التي لا ينبغي أن تغفل وتحديدًا ما يؤثر على التشييد بها، طرق، أنفاق، جسور، تمديدات المياه أو الصرف الصحي والخدمات التحتية للكهرباء والهاتف.
في دراسة أجراها م. د. سامي ياسين برهمين في دراسة للماجستير في هندسة وإدارة التشييد بمكة المكرمة عام 1406هـ تمكن الباحث من تحديد أهم العوامل المؤثرة على تنفيذ مشروعات التشييد بمكة المكرمة. بعض هذه العوامل أو كلها لها تأثيرات سلبية واضحة وبدرجات مختلفة على المشروعات بالمدينة المقدسة. وجود هذه العوامل لا ينبغي أن يكون عذرًا لأحد بأن يتعطل تنفيذ المشروعات أو أنها تعمل بأقل جودة أو تتأخر في التسليم، بل ينبغي أن تؤخذ تلك العوامل في الاعتبار مبكرًا خاصة في مرحلة التخطيط وعند حساب التكلفة الكلية للمشروع ووقت تنفيذه وميزانية تشغيله وصيانته. ويلزمنا التوقف عند ما تحته خط كلًا على انفراد والتعمق في فهم احتياج كل عنصر من العناصر التي وردت ثم نرى هل تغيرت أهمية هذه العناصر خلال الثلاثين عامًا الماضية.. الإجابة: لم تتغير، ولم يتم إدراك الواقع.
ترى ماهي هذه العوامل وتأثيراتها المختلفة في مكة المكرمة شرفها الله، لعل أول ما يتبادر إلى الواقع هو الموقع الجغرافي والطبيعة الجيولوجية التي تشمل الجبال الوعرة، الصخور القاسية، مجاري ماء زمزم وغيرها وكل هذا يؤثر على التكلفة ونوعية المعدات المستخدمة ووقت التنفيذ. ثانيًا: طبيعة المناخ من وهج الشمس أو الجفاف وارتفاع الحرارة على مدينة مكة التي ربما تجاوزت المعدلات العالمية. ثالثًا: المعوقات المالية والإدارية، كنظام المشتريات الحكومية وعدم وجود جهة خاصة بالتنفيذ وغياب وزارة الأشغال العامة وطريقة حساب الميزانية وصرفها يسهم في التأثير على التكلفة ووقت التنفيذ، ومما يسهم في رفع التكلفة. رابعًا: عدم العمل وفق مخطط معتمد سابقًا مما يسبب عشوائية في تنفيذ المشروعات وربما يؤدي إلى التشويش على متخذ القرار وتأخر التنفيذ وزيادة التكلفة.
هناك أمور غير منظورة كتعدد أنواع ملكيات العقار (ورثة، حكور، غيَّب، أوقاف) والمسألة الأخرى قضية المواسم وتوقف العمل بسبب موسم الحج والعمرة وعدم دخول مكة غير المصرح لهم يؤثر على التنافسية والتكلفة.
لتصحيح المسار لابد من التعرف على كل عنصر من عناصر المعوقات التي تم طرحها وتشخيصها ووضع المعالجة الواقعية البناءة لاستمرار عجلة التنمية وتسارعها وكلها لا تخفى على أذهان أصحاب القرار.