Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قصة وعبرة..!

متزوج منذ 26عامًا، ويعيش فى سعادة غامرة مع زوجته..! لكن هناك ما يعكّر هذه السعادة والحب والصفاء بينهما، وهو عدم الإنجاب..! كلاهما يتجاهل التحاليل الطبية لمعرفة أسباب عدم الإنجاب، بالرغم من النصائح المتتالية من الأهل والأقارب والأصدقاء...! ويحرص كل منهما على عدم إظهار التذمر من الآخر، وما يؤدّي إلى تكدّر معيشتهما وبالتالى فراقهما..! وكانا يمازحان بعضهما البعض بأسلوب (رومانسي) ورقيق، فتقول له زوجته: ياعقيم! فيبتسم ويقول لها: أنت العاقر..! وكان هذا المزاح لا يتعدّى اللحظات الجميلة..!

A A

متزوج منذ 26عامًا، ويعيش فى سعادة غامرة مع زوجته..! لكن هناك ما يعكّر هذه السعادة والحب والصفاء بينهما، وهو عدم الإنجاب..! كلاهما يتجاهل التحاليل الطبية لمعرفة أسباب عدم الإنجاب، بالرغم من النصائح المتتالية من الأهل والأقارب والأصدقاء...! ويحرص كل منهما على عدم إظهار التذمر من الآخر، وما يؤدّي إلى تكدّر معيشتهما وبالتالى فراقهما..! وكانا يمازحان بعضهما البعض بأسلوب (رومانسي) ورقيق، فتقول له زوجته: ياعقيم! فيبتسم ويقول لها: أنت العاقر..! وكان هذا المزاح لا يتعدّى اللحظات الجميلة..! وفى لحظة ضعف وتأنيب ضمير، ذهبت زوجته إلى المستشفى، وأجرت تحاليل أظهرت تليفًا وانسدادًا مزمنًا في قنوات الفالوب لديها، وهذا هو السبب في عدم إنجابها..! وعادت إلى المنزل، والوجوم يُغطى وجَهها..! وحال مقابلة زوجها قالت له بحدّة، وبصوت عالٍ، والدموع تسيل على وجنتيها: (تزوج وجيب بزورة..)! فأُصيب الزوج بالدهشة، وتحوّلت إلى صدمة، وكاد أن يسقط أرضًا غير مصدّق ما قالته زوجته، بعد هذه العشرة الطويلة..! وظل يناظرها وهو فاغر فاه، وهي تعيد هذه الجملة بحماقة وبعصبية متناهية عدة مرات..! وتزوج من أرملة لها خمسة أطفال، وأنجب منها بعد عام توأمًا من الأولاد؛ ليريد الله لأمهما أن تموت أثناء ولادتهما فتبنتهما زوجته الأولى..! ومرت أربعة أعوام وهما على نمطهما الأول في الحب والسعادة والاستقرار العاطفى..! وذات يوم تلقى مكالمة تخبره بحادث مرورى قد جرى على أطفاله أثناء ذهابهما مع السائق والخادمة إلى الروضة، وتبين أن السائق والخادمة التي ترعاهما قد توفيا، ولم يُصب طفلاه بأي أذى لأنهما سقطا ما بين مقعدتي السيارة، وحماهما الله جلت قدرته من موت محقق..! فسجد والدهما حمدًا وشكرًا لله.. وتبيّن فيما بعد بأن هذا الزوج يكفل منذ سنوات يتيمين، ويقدم المساعدة للجمعيات الخيرية، وأنه متعوّد على تقديم الصدقة للفقراء والمساكين..! وكان يذبح عددًا من الخرفان فى أول كل شهر ويوزعها..! وقبل الحادث بيوم واحد فقط راودته نفسه أن يذبح جملاً كصدقة لوجه الله تعالى، فتم ذلك، وكانت الصدقة هي دافع البلاء عن طفليه، وحمته من هول الفاجعة إذا ما فقدهما، وهما أعز ما يملك، خصوصًا وأنه فى عمر متقدم..؟ هذه رسالة عبرة ندعو فيها أهل الخير بالتبرع بالصدقة والزكاة للجنة أصدقاء المرضى بالمدينة المنورة، لتستمر فى آداء رسالتها الإنسانية، ولمن يرغب التقرب الى الله لحماية أنفسهم من شر البلاء ومصائب الدنيا..! فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار..! وأفضل صدقة في رمضان..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store