Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل سنُشفَى من الإدمان يا مهندس الرؤية؟

عبارة لفتت الانتباه في حديث سمو ولي ولي العهد عند عرضه لرؤية المملكة 2030؛ مضمونها أنه أصبح لدينا حالة إدمان للنفط كانت سببًا في تعطيل عجلة التنمية؛ مُؤكِّدًا على أن النفط قيمة استثمارية وليست مصدرًا

A A
عبارة لفتت الانتباه في حديث سمو ولي ولي العهد عند عرضه لرؤية المملكة 2030؛ مضمونها أنه أصبح لدينا حالة إدمان للنفط كانت سببًا في تعطيل عجلة التنمية؛ مُؤكِّدًا على أن النفط قيمة استثمارية وليست مصدرًا وحيدًا في حدِّ ذاته.. فإطلاق مثل هذه العبارة من مسؤول في حجم «محمد بن سلمان» تعكس استياءً داخليًا على النمط الذي كانت وما زالت تتعامل به دوائر الاقتصاد السعودي، ورغبة جامحة في تغيير إدارة هذا الحقل الذي اختزل كل المصادر المُتاحة في مسارٍ واحد، وترك البقية؛ دون وجود ما يُبرر ذلك.
من الجميل أن ننظر لأخطائنا بهذه الجرأة، ونسعى لمعالجتها برؤية بعيدة المدى، وبناءً على دعوة مهندس الرؤية للجميع بقوله: «نحتاج نقدكم قبل ثنائكم»، فإنني أقول: إن توافر برامج عمل واضحة مدعومة بتشريعاتٍ مسنونة قبل عملية التنفيذ أمر لا يقبل الأخذ والرد، وإن مشاركة الكوادر البشرية المُؤهَّلة لتحقيق هذه الرؤية في إعدادها لكي يستوعبوها ويكونوا جزءًا منها مطلبٌ حتمي، وإن اكتفاءها بالتنفيذ لما خُطط لها سيُقلِّل من دافعيتها في ذلك، وإن تصميم نظام للمساءلة والمحاسبية تضمن للجميع الشفافية في التعاملات قبل انطلاقها؛ ضامنًا لنجاحها، وإن إعداد آليّة تتجاوز البيروقراطية لتسهيل أداء أعمالها المتعددة والكبيرة يجعلها لن ترتهن لوضعها الروتيني السابق، والأهم من هذا كله -من وجهة نظري- كيف سيتم تحقيق التحوُّل الوطني في ظل وجود نمط تفكير مُتكلِّس ومُقاوم للتغيير؟ خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن نجاح هذه الرؤية يعني سقوط المنتفعين من الوضع القائم، وضياع مصالحهم الشخصية.
الرؤية يا صاحب السمو «حُلم»، وقد قطعتَ على نفسك وعدًا بقولك: «سنستطيع العيش بعد عام 2020 بدون نفط»، وهذا يعني أننا سنُشفَى من الإدمان بعد 4 سنوات من الآن، فهل نطمئن بأنه تم إعداد أمصال الاستشفاء بشكلٍ يجعلنا نتعافى منه جذريًا؟!. هذا ما يأمله كل مواطن غيور على وطنه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store