Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العالم بدون أمريكا 1 - 2

رغم فشل أمريكا في تبييض صورتها أمام العالم أجمع، فإن عددا غير محدود من كتابنا ما يزال يحاول استكمال المهمة التي فشلت في إنجازها الآلة الإعلامية الأمريكية الجبارة بما تتضمنه من محطات فضائية وأفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية. في الأسبوع الماضي كتب الدكتور علي سعد الموسى بعموده اليومي بجريدة الوطن، مقالا يحتوي على تمجيد لأمريكا يخجل أكبر المحافظين الجدد من كتابة ما يماثله. يقول الموسى في مقاله الذي أسماه (هذا العالم بدون أمريكا) : ((ولكي تكتشف الحقيقة المستفزة الصادمة لا تكتف بمجرد اللعنة.

A A

رغم فشل أمريكا في تبييض صورتها أمام العالم أجمع، فإن عددا غير محدود من كتابنا ما يزال يحاول استكمال المهمة التي فشلت في إنجازها الآلة الإعلامية الأمريكية الجبارة بما تتضمنه من محطات فضائية وأفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية. في الأسبوع الماضي كتب الدكتور علي سعد الموسى بعموده اليومي بجريدة الوطن، مقالا يحتوي على تمجيد لأمريكا يخجل أكبر المحافظين الجدد من كتابة ما يماثله. يقول الموسى في مقاله الذي أسماه (هذا العالم بدون أمريكا) : ((ولكي تكتشف الحقيقة المستفزة الصادمة لا تكتف بمجرد اللعنة. العالم بدون أمريكا سيعود قرنا كاملا إلى الوراء بهذه الحسبة البسيطة: هب أن التقدم التقني العلمي الذي وصل إليه الإنسان في قرن من الزمن ينهض أمامك مثل عمارة شامخة. إنزع من البنيان كل طوبة أمريكية في هذه البناية. كل طوبة تمثل بحثا أو اختراعا أو تجربة أو منتجا. سوف تكتشف تماما أنك لم تنزع الطوب الأمريكي في البنيان فحسب، بل حتى نصف كل طوبة شاركت بها بقية الأمم))! ثم يضيف: ((السيارة اليابانية فكرة ميكانيكية أمريكية. شرائح التشيبس الإلكترونية المصنعة في الهند مجرد شراء لحقوق فكرية من وادي السيليكون الكاليفورني. نوكيا السويدية تطور هائل لتطوير فكرة الجوال التي نشأت في مصانع شركة اتصالات أمريكية))! هذا التبسيط المخل لواقع التقدم التقني وإخفاء ما يحكمه من ضوابط تتعلق بنظام رأس المال وترتهن إلى قانون العرض والطلب، هو محاولة لتبرير جرائم أمريكا بحق البشر والبيئة والحياة. وهو من جانب آخر، محاولة للتعتيم على الأرقام التي تثبت بأن ما تنفقه أمريكا على البحث العلمي في أغراضه السلمية، لا يمثل شيئا بالمقارنة مع ما تنفقه على الأبحاث العسكرية. حتى شركات الأدوية التي استعرض الدكتور الموسى إنجازاتها، هي مجرد لوبيات تعمل أحيانا على اختراع الأمراض جينيا وتروج الإشاعات وتلفق الأكاذيب لتجني أرباحا طائلة من وراء العقارات التي تنتجها وتصدرها لمقاومة تلك الأمراض. وأعتقد أن قصة إنفلونزا الخنازير ليست ببعيدة عن ذاكرة القارئ. لقد كان أولى بالكاتب أن يتخذ منطلقا معاكسا ليبني عليه مقاله. وبصورة أوضح فقد كان الأحرى بالكاتب أن يتساءل عن النتائج المدمرة التي كانت ستتجنبها البشرية في حال عدم وجود أمريكا؟ يتبع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store