Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تحديات «رؤية السعودية ٢٠٣٠»

هل تتحقق رؤية محمد بن سلمان للسعودية بحلول عام ٢٠٣٠؟.. الرؤية طموحة والتحديات التي تواجه تحقيق الأهداف الكبيرة التي وضعتها الرؤية نصب عينيها عديدة..

A A
هل تتحقق رؤية محمد بن سلمان للسعودية بحلول عام ٢٠٣٠؟.. الرؤية طموحة والتحديات التي تواجه تحقيق الأهداف الكبيرة التي وضعتها الرؤية نصب عينيها عديدة.. لذا وجد من يقلل من احتمالات نجاحها مقابل الأكثرية التي تتفاءل بنجاح الجهود التي ستؤدي لتحويل الرؤية إلى واقع.. ووجهة نظر المتشائمين تقوم على أساس أن التغيير لا يكون سهلًا وأن المستفيدين من الوضع القائم سيقاومون محاولات التغيير أو التعديل وأن هناك محاولات إصلاح سابقة، وإن أقل طموحًا من الرؤية الحالية، لم يتحقق لها سوى أداء محدود ومتواضع.
الأمير محمد بن سلمان يتمتع بشعبية كبيرة خاصة بين الشباب، الذين يكونون الأغلبية العظمى في بلادنا والعالم العربي، ويحظى بإعجاب وثقة الكثيرين، لذا انعكست هذه الثقة به إلى دفاع قوي، في أوساط الشباب، عن البرنامج الطموح الذي أعلنه لتحقيق نقلة ضخمة للمملكة وتفاؤل بمستقبل واعد للسعودية.. وأخذ العديد منهم يتبنون الرؤية ويدافعون عنها وما برز من إطار لمحتواها وذلك في حوارات شاهدت بعضًا منها.. إذ أدى الإعجاب بأداء محمد بن سلمان إلى الإعجاب بفكره والثقة بقدرته على تحقيق ما تستهدفه «رؤية السعودية ٢٠٣٠ «.
هناك نقاط عدة في البرنامج/ الرؤية تتعلق بإصلاح واسع يشمل الأنظمة والقوانين وخلق الوظائف والإدارة.. إلا أن ما لفت النظر وجذب تعليقات وتحليلات عديدة كان الصندوق السيادي الطموح والذي سيُصبِح «الأكبر على وجه الأرض».. ويستهدف البرنامج استخدام صندوق الاستثمارات العامة، الذي تأسس في أغسطس من عام ١٩٧١، ليصبح الصندوق السيادي المطلوب وذلك بإعادة هيكلته، وهو ما بدأ به فعلًا، وتتم إعادة تقييم أصوله المالية وبعض الشركات المملوكة له حاليًا وإضافة أصول أخرى له ومنها أسهم شركة أرامكو، والتي من المتوقع أن تبلغ قيمتها تريليوني دولار عند طرح ٥ بالمئة منها للاكتتاب العام من قبل المواطنين والمستثمرين السعوديين والأجانب.. وسيكون من أهداف الصندوق أن تكون نصف استثماراته في مشروعات محلية لخلق وظائف جديدة تساعد في معالجة مشكلة البطالة وتنمية الاقتصاد الوطني.
وخلال الأيام الماضية كتب وقيل الكثير حول الإطار المعلن للرؤية الطموحة.. وسوف يتم الإعلان خلال بضعة أسابيع عن برنامج تنفيذي مفصل لما يستهدف تنفيذه خلال أول خمس سنوات من البرنامج.. وسيكون العام الحالي ٢٠١٦م من ضمن سنوات التنفيذ الخمسية الأولى، مما يشير إلى أن إجراءات تنفيذ الرؤية قد بدأت فعلًا وأننا نعايش جزءًا منها، وربما لن نشاهده أو نلمسه سوى في مرحلة لاحقة.. وكما وعد الأمير محمد بن سلمان فإن تنفيذ الرؤية سيتسم بالشفافية والوضوح.. ومن المتوقع وضع إطار تنظيمي وقانوني يحدد في شكل واضح أهداف ووظائف الصندوق السيادي وإجراءات الحوكمة التي سيدار من خلالها.
من المتوقع أن تشهد الخمس سنوات الحالية (٢٠١٦-٢٠٢٠) تحولات اقتصادية واجتماعية كبيرة نتيجة للتطورات الدولية والإقليمية والداخلية.. ويخلق هذا الوضع تحديات كبيرة تسعى «رؤية السعودية ٢٠٣٠» إلى تقليص انعكاساتها السلبية على الوطن والمواطن.. إذ سيتقلص الدخل المتوقع من النفط مقابل تزايد أعداد السكان وارتفاع البطالة وزيادة الطلب على الخدمات.. وتقدم الرؤية برنامجًا واسعًا ومتعدد الجوانب للاستجابة لمتطلبات هذه المرحلة والإعداد لمواجهة المراحل المستقبلية ووضع الأسس لتنمية مستدامة.. والتحدي القائم كبير ومتعدد الجوانب وقد تكون همة الشباب وقوة تأثيرهم العامل الحاسم لتجاوز الصعاب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store