Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الشيخ صالح المغامسي.. حضور جدير بالتأمل!

أتردد كثيرًا في حال الكتابة عن أشخاص بعينهم، أو عن أفكار بتسمية متبنّيها، لكني مضطر اليوم للإفصاح للقارئ عن إعجابي بشخص فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي -حفظه الله، وبارك في عمره وشبابه-، وختم لنا ول

A A
أتردد كثيرًا في حال الكتابة عن أشخاص بعينهم، أو عن أفكار بتسمية متبنّيها، لكني مضطر اليوم للإفصاح للقارئ عن إعجابي بشخص فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي -حفظه الله، وبارك في عمره وشبابه-، وختم لنا وله بالخير والإحسان والعمل الصالح.
وأتكلم من منطلق معرفة بسيطة لمستُ فيها لدى الشيخ -في أكثر من موقفٍ على قلّتها- ما يوجب الحديث عنها. وأذكر منها على سبيل المثال:
ما يدلّ على ابتعاد الشيخ تمامًا عن شهوة الأضواء رغم مغريات الحضور، فقد أغناه الله تعالى عنها بالقبول عند الناس.. أتذكّرُ مرةً بداية حماسي للتقارير الصحفية، إبّان الاحتفاء بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية قبل أعوام، وثار في ذلك الوقت جدل حول شعار المناسبة، واحتواؤه على القبة الخضراء من عدمه، ورغم ذلك الزخم، وأهمية المناسبة وحساسيتها؛ فقد حاولتُ الحصول على سبق صحفي يُطفئ نار الفضول في داخلي -وهي فرصة للقاء الشيخ منفردًا- ويُلجم الأصوات النشاذ، ويُطمئن القلوب المتلهفة، إلا أن الشيخ لم يجبني إلى ما كنتُ أطمح! وفي نفس الوقت أراح قلبي بعد أن راجعتُ نفسي -بموقفٍ جعلني أتأمل الشيخ، وأتأمل نفسي كثيرًا وأحتقرها في العجلة- لو كنتُ مكان الشيخ- بعيدًا عن العمل الصحفي!
أكبرتُ في الشيخ صالح تريّثه في عدم الردّ المفصّل حينها -وليس هذا مكان سرد ردّ الشيخ على سؤالي- إذ أنني أتحسس أصابعي ومفرداتي خوفًا من كتابة كلمة تُزعج الشيخ، أو أورد تفصيلًا لا يودّ ذكره.
حساب الشيخ لكل مفردة قبل أن ينطق بها -وهو أمين عام لمناسبة الاحتفاء في ذلك الوقت- فيه درس لكثير من الوعاظ، فعدم استعجال الشيخ بالإجابة، ليس تخوّفًا ولا نقص ثقة فيما عنده من رأي، وإنما هي دلالة على عقل متّزن هادئ يزن الأمور بأريحية تامة دونما استعجال.
سألتُ الشيخ صالح عن قضايا مهمة أخرى -ليست للنشر- على أهميتها، فأجابني بما يسرُّ الخاطر، وعلّمني دروسًا حكيمة! ولأجل هذا.. كُلِّي أمل في وساطة القراء أن يسمح الشيخ بإجراء حوار صحفي معه، أكشف فيه جوانب من عقلية الشيخ الفذة، وفقهه الوسطي في قضايا الأمة، والذي نحن في أمس الحاجة إليه.
والحمد لله أن قيّض لزماننا أمثال الشيخ صالح، وغيره من العلماء والدعاة الوسطيين، الراجين الخير للأمة ولولاة أمرها، ورجائي أن يقتدي كثير من طلبة العلم المتحمسين وبعض الدعاة بنهج الشيخ، ويتعلَّمون من سياسته ودبلوماسيته وحرصه على الحق دون تجريح! وهو منهج جدير بالدراسة في هذا العصر المليء بالتحديات.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store