Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حقوق المرأة السعودية.. الواجهة والقضايا العالقة!

ازدادت الأصوات المطالبة بحقوق المرأة السعودية، وعلى رأس تلك المطالب قيادة السيارة وإلغاء وصاية ولي الأمر، هذان المطلبان المُلحّان؛ ملأت أصداءهما السماء والأرض!!.

A A
ازدادت الأصوات المطالبة بحقوق المرأة السعودية، وعلى رأس تلك المطالب قيادة السيارة وإلغاء وصاية ولي الأمر، هذان المطلبان المُلحّان؛ ملأت أصداءهما السماء والأرض!!.
ولأخذ مطالب حقوق المرأة إلى آفاقٍ أرحب، ينبغي الوعي بمفهوم الحرية، خاصة ونحن في زمن تتلاحق عبره المتغيَّرات.. وفي المقابل علينا أن لا ننسى أنَّنا أمة الوسطية، ولا ضير عندنا من اللحاق بركب التغيير شريطة أن يكون وفق النهج الذي يُوافق مبادئنا الدينية القويمة، دون إفراط ولا تفريط.
إن مفهوم الحرية بالمقام الفكري المكتسب الذي لا يحيد بصاحبه عن جادة الصواب، ومن خلال متابعة فِكر المطالبين بحقوق المرأة، يتضح لنا أنَّنا أمام فريقين:
الأول منهم.. تبنَّى الفكر المعتدل في المطالبة بحقوقها، شريطة ألا تتنافى تلك المطالب مع الكتاب والسنة، فلا بأس عنده من قيادتها للسيارة، ولا بأس عنده من سفرها بمفردها، طالما أنها ملتزمة بتعاليم دينها في الملبس والمسلك.
الفريق الثاني.. أصحاب الفِكر الأسفنجي الذين أدخلوا حابل الحريات بنابل الحقوق!! فاعتلى الكثير منهم منابر الصوت والصورة، والفكر الأسفنجي، وهذا هو الأخطر على الدين والفرد والوطن، حيث إن خطره لا يختلف في شيء عن المتشددين دينيًا، وإن اختلفت الرؤى والتوجهات.
عمدت تلك الأصوات إلى الانكباب والانسياق خلف أفكار الغرب؛ دون التبصُّر فيما يُلائم طبيعتنا وإرثنا الديني والقيمي. تبقى الطامَّة الكبرى حين اختلط الأمر على أولئك، فظنّوا أنَّهم رُسل الله على أرضه!! في فصلٍ مج لا يقبله العقل بين الدين وبين ممارساتهم في أمورهم العامة والخاصة، آخذين بمبدأ: «ما لله لله، وما لقيصر فهو لقيصر».
هنا أقف لأسألهم: هل تستدعي المطالبة بحقوق المرأة إلى تكريس الصورة وتعميمها عبر شاشاتهم وبرامجهم؛ ليجنح الخطاب بهم إلى تصوير المجتمع السعودي كمعتقلٍ توأد تحت أعتابه الحريات؟.
هل المطالبة بحقوق المرأة تستدعي إظهار الرجل السعودي في صورة بُعبع سادي تقبع المرأة تحت أقدامه؟.
هل تستدعي المطالبة بحقوق المرأة الالتفاف والتحايل على الدين والعبث بتشريعاته، بحجة أن الدين بين العبد وربه؟.
هل تستدعي المطالبة بحقوق المرأة إلى دفعها إلى الانسلاخ الكامل عن طبيعتها كأم وابنة وأخت وزوجة، سواءٌ كانت ربّة بيت أو عاملة، والهرولة خلف عادات وتقاليد وفِكر ليست منه وليس منها؟.
لِمَ يصرُّ أولئك إلى تحويل حقوق المرأة السعودية إلى قضايا يكثر الجدل حولها؟.
أو ربما كان تسليط الضوء على بعض الحقوق دون غيرها، كقيادة السيارة ووصاية ولي الأمر، وترديدها في كل شاردة وواردة، ما هي إلا الواجهة، لحل قضاياهم العالقة هنا وهناك؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store