هل الرؤية معجزة؟!

يدور نقاش حاليًا حول رؤية السعودية لعام ٢٠٣٠م، وهو توجُّه إستراتيجي يتم على مستوى الشركات والدول بصورة دائمة، حيث تخطط الشركات والدول لتوجّه مستقبلها من خلال توجيه الصرف والاستثمار حتى تصل لغايتها مع الاهتمام بالمتغيرات المختلفة، والتي تقع تحت يدها لتحقِّق هدفها. وبالتالي الرؤية ليست أمرًا معجزًا لا يمكن تحقيقه، إلا إذا كانت المُتغيِّرات ليس بمقدورنا السيطرة عليها، أو إحداث التغيير فيها، أو أن خطوات الاستثمار والصرف لم تُحقِّق المأمول منها. وبالتالي الرؤية بحد ذاتها تَوجُّه إستراتيجي نحتاج لوجوده، وقامت الدولة به في العقود الماضية من خلال خطط التنمية الخمسية، وأيضًا من خلال خطة ٢٠٢٠، والتي تمّت قبل فترة ليست بالقصيرة. وتحتاج لتكاتف جميع القيادات على مختلف مستوياتها لنجاح التطبيق، والوصول للنتائج المبتغاة. وبالتالي المعجزة تتمثل في خطة التطبيق الصحيح للرؤية للوصول إلى النتائج الملموسة على أرض الواقع. وبالتالي لا تكون الرؤية غير ممكنة ومعجزة إلا إذا كان التطبيق غير ممكن لها. وبالتالي تعد عملية التطبيق هي المحك الرئيس، حيث ومع التطبيق تظهر قضايا ملحة وحيوية لم يتم أخذها في الاعتبار، وبالتالي تحتاج لقرارات جديدة لوضعها في المسار الصحيح والإيجابي لتحقيق الأهداف النهائية. ومن السهل الوقوع في أخطاء عند التقدير، ولكن مع وجود التطبيق يُمكن تجاوز هذه الأخطاء، والوصول إلى الهدف أو الغاية. والتطبيق يكون من ضمنه إدارة التغيير، وهو من أهم الأبعاد لإزالة المعوِّقات والأخطاء، والعودة بالخطة إلى الطريق الصحيح، لتحقيق الأهداف الموضوعة.
الرؤية حتى تتحقق على أرض الواقع تحتاج لفريق قيادي يؤمن بها ويُطبِّقها بالشكل الصحيح، والأمثلة في العالم على مستوى الشركات والدول واضحة، ولا تحتاج إلى تفسير، فأمام «دبي وماليزيا وتركيا، والشركات العالمية نيسان وغيرها» نجد أن الرؤية والخطط مع التطبيق تحققت، وأصبحت واقعًا ملموسًا.
الوضع في بلادنا الآن أحوج ما يكون لفريق عمل يرغب ويهتم ويرعى التطبيق، بحيث يتم إحداث التغيير على أرض الواقع، ولن تكون معجزة إذا ما توفَّرت لنا المُتغيِّرات هذه من رؤية فريق عمل راغب، وبرنامج تطبيقي واضح المعالم، لديه القدرة على معالجة الانحرافات، وإعادة المركبة في طريقها الصحيح.. والله من وراء القصد.