رؤية المملكة 2030

تحدثت الأسبوع الماضي عن التحول الوطني وكيف أنه سوف ينوع مصادر الدخل ،وعدم الاعتماد على سلعة واحدة «النفط»، وسوف يركز على تخصيص مرافق الدولة .وبالأمس القريب صدرت مراسيم ملكية معلنة بداية فعلية لهذا التحول الوطني. فألغيت وزارة الكهرباء والمياه وأصبح مرفق الكهرباء مستقلاً ،ويمول نفسه بنفسه إذا وضعنا في الاعتبار أن من كان من الأغنياء ، كما أشار الأمير محمد بن سلمان ، ممن لا يدفعون فواتير الخدمات من كهرباء وماء وغيرها سوف يدفع بما فيها شركة أرامكو السعودية وغيرها ،وبذلك سوف تربح الشركة وتتوسع في مشاريعها بدون أي تكلفة فعلية على الدولة. وتم ضم مرفق المياه إلى وزارة الزراعة ، والذي ناديت بعدم تخصيص هذا المرفق مع الصرف الصحي لكي يبقى مرفقاً حكومياً تشرف عليه الدولة ،كما هو معمول به في أمريكا بحيث لا يتبع لشركات خاصة. وتم الاهتمام بتطوير التعليم في هيئة تقويم التعليم ،التي سبق أن دعمت بتسعة مليارات ولم نجد إلا تصريحات من مسؤولين سابقين لا تؤكل عيشاً ،والذي أثلج الصدر أن من سوف يقوم على مجلس إدارته هو د.مساعد العيبان ،وهذا الرجل أقف له احتراماً واكتفي بذلك. ثم تم ضم الاستثمار للتجارة ،وهذا موقعه الصحيح ،فالاستثمار تجارة. وتم تغيير مسمى وزارة البترول إلى الطاقة لكي تواكب رؤية 2030 بعدم الاعتماد على سلعة البترول. وتم تعيين د. الربيعة وزيراً للصحة وأنا وغيري متفائلون بالرجل خيراً بحيث يقوم بتفكيك وزارة الصحة بالكامل وخصخصتها ،والتخلص من الميزانيات المهولة للقطاع الصحي ،وبذلك تخلصت ميزانية الدولة من عبء الصحة شريطة منح المواطنين تأميناً صحياً سنوياً ،وفتح المزيد من مراكز الرعاية الصحية الأولية كخط دفاع أول ضد الأمراض للتطعيمات الأساسية للأطفال ورعاية الحوامل ،كما أشرت في مقالي السابق . وتم دمج العمل بالشؤون الاجتماعية ،وهذا أيضاً سوف يريح ميزانية الدولة من أعباء مالية كبيرة شريطة دمج صندوق تنمية الموارد البشرية مع الضمان الاجتماعي والاستثمار فيه لكي يستمر بالصرف على الفقراء والعاطلين عن العمل كما هو مطبق في أمريكا فيما يسمى «بطوابع الغذاء» «فود ستامبز» ، والاستمرار بصرف حافز للعاطلين عن العمل. .وتم دمج النقل وهيئة الطيران المدني وهذا قرار صائب ،فهيئة الطيران المدني تشرف على مطارات ، والطائرات وسيلة نقل. ونتمنى دمج التأمينات الاجتماعية مع هيئة معاشات التقاعد لكي يتم توسيع الاستثمار فيها، والتوجه لرفع رواتب المتقاعدين من القطاعين العام والخاص .كما تم إضافة العمرة للحج لكي يكون هناك استثمار فيه ونأمل تخصيصها بالكامل. كما ناديت في مقالي السابق بالإبقاء على البريد كمرفق حكومي ، والإبقاء على التعليم العام ، وإلزامية التعليم العام . وخصخصة الجامعات والاستمرار بدعمها من الدولة حتى تقف على أرجلها . وكم نتمنى إلغاء وزارة الخدمة المدنية وجعل مرافق الدولة تقوم بالتوظيف المباشر.
إنها قرارات حكيمة من رجل حكيم اسمه سلمان بن عبدالعزيز.