Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العملاق الأخضر

رغم أنني شاهدته مرارًا وتكرارًا إلا أنني لن أتردد لحظة واحدة في مشاهدته مرة أخرى متى ما سنحت لي الفرصة والحديث هنا عن فيلم العملاق الأخضر الذي يبدو إنسانًا هادئًا ومسالمًا وما إن يتعرض للاستفزاز وينتا

A A
رغم أنني شاهدته مرارًا وتكرارًا إلا أنني لن أتردد لحظة واحدة في مشاهدته مرة أخرى متى ما سنحت لي الفرصة والحديث هنا عن فيلم العملاق الأخضر الذي يبدو إنسانًا هادئًا ومسالمًا وما إن يتعرض للاستفزاز وينتابه الغضب حتى يتحول إلى كائن مرعب يلتهم الأخضر واليابس ويبطش بكل ما يقع أمامه.
ما أشبه الأهلي اليوم بذلك العملاق الأخضر، فالراقي الملكي ولن أخوض في جدال المسميات والألقاب لهذا الأهلي؛ لأنه جعل جماهيره لا تلتفت لمثل هذه الأمور فقد تفرغت تمامًا هذا الموسم للاحتفال والفرح والمتعة والاستمتاع بالفن والطرب الكروي الأصيل في زمن لا يعترف إلا بالأهلي الأصيل الذي قهر خصومه وبطش بهم الواحد تلو الآخر فيكفي أن تهز شباك الأهلي مرة لتشهد بأم عينيك حقيقة العملاق الأخضر.
أرقام قياسية في الهجوم والدفاع وما أكثرها تلك الأرقام التي حطمها الأهلي ولاعبوه ويكفي أن نرى عقيد الأهلي عقدة الخصوم وجراح الشباك هدافًا للدوري للمرة الثانية على التوالي برقم قابل للزيادة ولن يعكر مزاج الأهلاويين في مشهد التتويج أمام النموذجي شيء سوى أن يخفق معشوقهم في تحقيق حلمه بهدفين آخرين ليحقق حلمه بدخول بوابة العالمية من خلال الرقم 50 في هز الشباك قبل أن يتجاوز الرقم ذاته في عدد المباريات.
لم يكتف الأهلي ولاعبوه بتقديم دروس الكرة داخل المستطيل الأخضر لكنهم تجاوزوا ذلك عندما قدموا دروسًا ذهبية في فن الوصول إلى الهدف عبر التخطيط السليم والتنفيذ الممنهج وسط قاعدة ذهبية ملخصها القناعة كنز لا يفنى ومن طلب كل شيء خسر كل شيء ولن أبالغ إذا قلت أن الأهلي حقق بالخسارة مالم يحققه بالفوز واسألوا نجران وأبطال آسيا.
ستنتهي كلماتي وتتوقف عباراتي وسيجف قلمي وستضيع معي ذكرياتي التي اختلطت فيها الحقيقة بشيء من الخيال لكن التاريخ سيظل شاهدًا وحاضرًا ليكتب ويسطر بأحرف من ذهب حكاية هذا الزمان حكاية العملاق الأخضر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store